محمد سليمان العنقري
في السنوات الماضية راجت أساليب احتيال عديدة لإيقاع الناس بمصيدة تجار الوهم والدجل عبر إغرائهم بتحقيق أرباح عالية بتجارة العملات «الفوركس» على وجه التحديد، وسمعنا عن قصص احتيال عديدة وقع فيها من صدَّقهم وظن أنهم شركات مرخّصة من هيئات أسواق رسمية عالمية، فيما اتضح أنهم شركات وهمية، لكن هذه الأيام بدأت تتزايد أنواع جديدة من تسويق وهم الأرباح الخيالية عبر وسائل التواصل الاجتماعي مثل «تويتر» و»فيسبوك» من خلال حسابات تروّج للاشتراك بالتوصيات التي تقدمها على أوراق مالية أو مشتقات بالأسواق العالمية والأمريكية تحديداً.
فمثل هذه الحسابات وإن كان صاحبها يضع اسمه الصريح فهذا لا يعني أنها تخرج عن سياق غيرها من «باعة الوهم» فهم يطلبون منك تأسيس محفظة استثمارية ودفع اشتراك لهم مقابل تقديم استشارة بعدد معين من الأسهم ويغرونك بنسبة ربح عالية يتوقّعونها ويحددون نوع التعامل مع التوصيات بأن يكون بعقود الخيارات «الأوبشن» وهي مشتقات مالية خطرة لا يجيد التعامل معها إلا خبراء متمرّسين بالتحليل المالي أو الفني وغالباً من ينجح بهذا النوع من التعامل هم المؤسسات المالية عبر صناديقها وإدارتها للأصول من موظفين مختصين، وحتى يخلي من يروّج لهذا النوع من الاستثمارات مسؤوليته مما سيلحق من خسائر بالعميل الذي يشترك معهم فيقولون له نحن نقدم لك التوصية ولكن إدارة المحفظة هي مسؤوليتك أي أنت من يديرها وللوهلة الأولى يعطي هذا الشرط انطباعاً بالثقة والطمأنينة أنهم لا يتدخلون بمحفظتك مباشرة وأنه لن يكون هناك أي مخاطرة عليك إذا اشتركت معهم بينما هم سيعطونك توصية أنت لا تعرف ماذا ستفعل معها إذا خالفت توقعاتهم فعقود الخيارات عدم الخبرة فيها تؤدي لخسارة 100 % للمبلغ الذي تضعه بأي عقد في حال خالف التوقع الذي بنيت مركزك على أساسه.
عالم الاتصالات الحديث ساهم بتسهيل الأعمال والتسويق والتواصل بين البشر وهناك من يستغله لغايات دنيئة مثل تسويق هذه الاستثمارات الخطرة من أشخاص لا تعرف ما هي غاياتهم ولا يمكن لك أن تقاضيهم أو توقّع معهم عقوداً تضمن حقوقك في حال تسببوا بخسائر لك لأنهم يعيشون في دول أجنبية بعيدة مثل أميركا بينما يستهدفون مواطني دول الخليج والمملكة تحديداً، ولذلك لا بد من الحذر من مثل هذه الأفخاخ التي ستؤدي بك لتحقيق خسائر والمتاجرة بأنواع خطرة من الاستثمارات فلا يجب التعامل مع أفراد أو شركات ليست مرخصة من جهات رسمية عالمية يعتد بها.