خالد بن حمد المالك
لم تعد هناك وسائل إعلامية، نقرأ لها، أو نشاهدها، أو نستمع إليها، وهي في كامل وعيها، وصدقها، وموضوعيتها، واكتمال المطلوب منها لنقبل ونقتنع برسائلها.
* *
ما نتابعه -قناة الجزيرة مثالاً- مجموعة من المهرجين المرتزقة، يلبون النداء، ويستجيبون للطلب، ويقبلون بما يُملى عليهم، ولا مشكلة لديهم في ذلك، طالما أن الثمن يتم دفعه مقدماً لهؤلاء المهرجين.
* *
أفكار غريبة، وأصوات متشنجة، وانفعالات مفتعلة، ووجوه لا تجد بأساً من التعري والكشف عن مخبوء كلماتها وأفكارها القذرة- الاتجاه المعاكس مثالاً- ويريدون إقناع الناس، بأن ما يقولونه حقائق لا يرتقي إليها الشك، فيما هي أكاذيب وبهتان.
* *
وفي ظل هذه الأجواء الإعلامية المسمومة، وتبادل هؤلاء الأدوار في تمرير المغالطات، وإصرارهم على مواقفهم المريضة هذه، يبدو أن دائرة السوء إعلامياً تتسع، كلما ارتفع سقف دفع الأموال القطرية لشراء ذمم وضمائر ومواقف هؤلاء.
* *
الجميل أن المتابعين الشرفاء أدركوا مبكراً الحقيقة، وتعرفوا على من يفتئت عليها، وبان لهم أهداف هذه الأسماء، وما يرمون إليه، وكيف وظفوا للقيام بهذه الأدوار القذرة، وأين تقف قطر من كل هذه الممارسات للإساءة للإعلام.
* *
قصص وروايات من خيال، ومواقف مشبوهة، وعسف للحقائق، ومحاولات لإذكاء نار الفتنة بين الأشقاء، ومثلها محاولة التحريض ضدهم، في سوابق لم نر جرائم تمارس كما تفعل قطر في كل شيء، وكما تفعل تركيا في موضوع مقتل خاشقجي.
* *
لا بأس، فهؤلاء المصنفون إعلاميون في زمن الغفلة، يستحقون هذا المال القطري الفاسد، فهذا المال، كما هو هذا الإعلام الرخيص، كما هي قطر، وكما هي تركيا، هم رموز الفتنة وأدواتها، ولكن لن يحصدوا من مواقفهم غير الهواء العفن.