د.ثريا العريض
القلب ينكر صورته في المرايا فيجفل
يسأل محتدماً عن طريق الإياب
لا الجرح يرضى بأن يتدارى
ولا الكلمات تطال
ولا حرفنا يستجيب
جموحاً -كما كان- لا يرتضي صيغة الاختزال
كالطفل أسئلة ينهمر:
كيف لقصرِ المرايا أتينا؟
أيُّ دوّامةٍ أدخلتنا إليه؟
وكيف استحال الطريق ممرّات تيه؟
ونحن انعكاساً بهذي المرايا انتهينا؟
القلب ينكر صورته في المرايا فيجفل
يسأل محتدماً عن طريق الإياب
ونحتار كيف نجيب:
.. فقدنا خطانا هنا في الممرّات ..
.. أطفأت الريح لمع الرجاء..
.. ضاع منا الأثر ..
.. فما عدت تملك باب الرحيل..
.. ولا أنت تدرك درب السفر..
القلب لا يعرف الاعتذار
في جرحنا يتوغّل :
.. بأيِّ زمانٍ أتينا؟
زمن البدء؟
أم زمن الانتهاء؟..
كيف تصبح كل الحروف التي انطلقت للغناء
مرثية للوجود و فاتحة للبكاء؟
لم يبق إلا الحصان الأصيل
عنيداً يواجه صمت المرايا
يطالبها بالحوار
ويرفضنا نتكوّر بين البؤر
لكي لا يشي ظلُّنا باحتراقاتنا
في زمنٍ يستبيح الظلال
لم يبق إلا الحصان الأصيل
يهمهم رغم اختناقاته
يفاجئنا بالصهيل
ونخشى عليه انعتاقاته
إن تمرّد ألجِمَ في زمنٍ لا يبيح السؤال
ونخشى عليه
إذا هبّ هشّمِ قصرَ المرايا
ونخشى تحطُّمها
في تناقضِ هذا الزمان المريب
قد نكون استحلنا بها
انعكاس سراب
مجرد ظلٍّ لها و خيال
يغيب إذا ما المرايا تغيب
يزول إذا ما المرايا تُزال