د.ثريا العريض
«لك الله.. !
هل أبقت الريح والرمل
فيك اختلاجات خافق؟
.. وكيف تعود الطفولة عاصفة
في اصطخاب الدماء؟
كيف تعود الأغاني حنيناً بكاء؟
خطاك تعاند ثم تنزّ القفار قفاراً
وتموج الوهاد بحاراً
وتبقى الأهازيج
تبقى الهوادج
تبقى السفن؟..»
يد الريح تذروك ملحاً..!
برّاً وبحرا
وعبر نشيج البنفسج
عبر حصار الخنادق
عبر نزيف الغناء
لذعة الملح تمتد فوق التضاريس موتاً..!
مَن مِن القلب يطلق نهراً ؟
ومَن بطفولة أحلامه يشعل الحلم
بعد انطفاء التباريح في فورة الملح
يغسل جرحاً؟
مَن يشرع الباب
ليل التقاء المرابع بالصمت
منذ استبدت به رغبة لارتجاءات طارق؟
من على شرفة القلب
يعلن أن الوجود شجر؟
ويجتاح لجَّة كونٍ عنيد لِيمتاح داناً
ووجه قمر؟
مَن على ضفة الشوق يطفو
ليصطاد عاصفة بحجر؟
يحاور أشرعة للضياء ويعتقها للمدى؟..
يتسرَّب مندهشاً أبدا
يراوده الأفق.. وهم الدروب الآخر؟
مَن إذا هجع الراقصون يؤرَّق ركضاً؟
يلبس الحلم خطواً فينعتق الدرب
يرسم في العطشِ الوهمُ ساريةً
واندلاع بوارق؟
ويهتز منبجساً بالمطر؟
هو الملح منفطر أنت فيه مراراً وصَوحاً..!
مَن مِن القلب يمتاح سيلاً ليروي الشجن؟
ويلتف شالات أمٍ تظل صبية أحلامه
عروساً على صدرها قد كبر
تقايض رنّة خلخالها حليباً وصبرا
وعبر طفولة أحلامه يتصاعد صوتاً يحن
وفجراً يدَر