د. صالح بكر الطيار
شاهدنا كيف استغل الإعلام المعادي والأعداء القابعون في جحورهم لقضية هروب الفتاة السعودية إلى تايلند.. وكنت قد أشرت في مقالات متعددة إلى لجوء الحاقدين على بلدنا وقيادتنا وشعبنا للقضايا الفردية وتسييسها وفق أهوائهم وأوهامهم والبحث عن كل مصدر أو قضية أو حدث لتوجيه سهام الحقد والعداء نحونا.. وقضية هروب الفتاة ليست الأولى بل كانت هنالك قضايا سابقة ولكنها لا تتجاوز بضع قضايا استغلها الإعلام الموجه نحو وطننا في إثارة الفتن مما يعكس وجود خفايا أشد وطأة للأعداء من خلال التكشير عن أنيابهم وفضح أهدافهم الدنيئة مع كل قضية من هذا النوع وكان ذلك عبر الإعلام الفضائي المأجور ومئات الحسابات عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي وضعت لبث الفتن وإثارة الفوضى كهدف رئيس والتي تواصل استغلال أي أمر لتوظيفه بحقد وكانت قضية الفتاة الأخيرة أحدها وهي لا تعدو كونها قضايا فردية لا تمثل وطننا بأكمله ولا تعكس الجوانب الحقوقية التي تتمتع بها جميع شرائح المواطنين والمقيمين في بلد دأبت قيادته على تأمين كل سبل العيش والرخاء وتوفير كل مجالات الحقوق الإنسانية والاجتماعية لكل سعودي سواء كان على أرض الوطن أو في أي بلاد على وجه الأرض من خلال قيام سفاراتنا وقنصلياتنا بجهود مميزة في تأمين المتطلبات والخدمات التي يحتاجها المواطن في أي مكان وزمان.
وقد نبهت كثيرًا إلى تلك الرسائل والتغريدات المسمومة التي تستهدف أبناء الوطن مع وجود عصابات منظمة في الخارج تسعى إلى النيل من هذا البلد وشعبه من خلال صناعة الفتن وتأليب الرأي العام إلا أن أمننا الوطني متماسك والشعب والقيادة على قلب رجل واحد وعادة ما تكون محاولاتهم مجرد فقاعات نراها بين الحين والآخر مثل ما قاموا به في قضية الصحفي جمال خاشقجي -رحمه الله- وسيظل تسييس القضايا الفردية مطمعًا وهدفًا أول لتلك الجماعات العدائية التي تضمر الحقد الدفين ولا تلبث أن تظهره وتكشر عن أنيابها مع كل قضية فردية لا تعدو حالات شاذة جدًا لا تمثل نسيج وطني كامل وبالإمكان أن تحل فرديًّا ومن خلال السفارات التي تقف على هذه القضايا بكل حكمة ودراية وعقل.
لا زلت وسأظل أطالب بمراقبة المحتوى الإلكتروني والحسابات الوهمية وإيجاد منظومة إعلامية دفاعية للذود عن أساليب وطرائق الإعلام الموجه للهجوم على بلدنا حتى نكون في استباق واستعداد ودفاع وردع لمثل هذه الدسائس وعلى كل مواطن أن يكون درعًا ضد أي عداء يوجه لقيادته أو وطنه أو شعبه وعلى الأسر أن تتابع بحزم وجزم التغيرات الملحوظة على أي فرد منها وأن تلجأ إلى الجهات المعنية بالدولة في حالة ظهور أي مشكلات أو عوائق أو تغيب أو هروب..
ورغم كل الأحقاد سيظل وطني شامخًا أبيًّا قويًّا متماسكًا في ظل قيادة رشيدة وشعب نبيل ولحمة وطنية تدرس كمناهج للعالم أجمع.