د.ثريا العريض
من إذا ألِف الملح في سبخات الوجود انحسر؟
يرسمه الحرف ليلاً نهاراً
بياضاً سواداً كلُمّـةِ عاشق؟
من تخادنه الريح؟
تنذره للمدى الرحب أنشودة وسفر..؟
ومن..؟
يتسارع كالبرق كيما يطال
اندلاع حريق السؤال
حين كل الكيانات تخبو
وتخمد جذوتها والغيوم تفارق..
فيضحي رماد القفار
سراب نخيل وطن؟
غريبٌ بأوطانه يستدر البوارق..!
كيف تمسي الديار رسوم جدار؟
وترجع مغموسة صخباً
يستفيض بدفء جوار؟
غريبٌ..
وفي القلب ساقيةٌ تستجيب لنسغ المنابع
وأرض بها تستطيب.. هموم وطن؟
كيف يمتزج الكون ماءً وجمراً؟
تئج به جذوة لا تغيب..؟
في النسغ يحملها شاعرٌ وهجاً..!
تخلده أفقاً يتلاحق..
شاعرٌ.. يتململ في ذاته
تباعد أفق النداءات في النبض
يضحي حصار زنابق..
من يحاصر من؟
شاعرٌ يتورط في حدسه بالذي لم يكن
أو هوىً لن يكون..
شاعرٌ يتخبّط صوب غدٍ لا يراه سواه
تباريحه أمسه
واندياح الظنون
وزهرٌ صريحٌ يخون
يغافله فيبرعم مزدهراً في دماه
شاعر يطرق الغد دون اختيار
يتمزق حرباً وصلحاً
فما طال سلماً مع الذات كي
يغمد الحزن أوجاعه..
.. ولا قاتلته الظنون
.. ولا قايضته التباريح صرحا
جرحه الغضّ يرعف في التيه ملحاً
لحناً مُلِّحا..
وحزناً وشوقاً لوهم ديار