د. خيرية السقاف
كثُر المتكلِّمون المنظِّرون، المتفيهقون الثرثارون، الدالقون دلاءً مثقوبة بذر الغبار،
كثروا، وتمادوا، فهم في كل وسيلة يتهافتون..
منهم من يزجي النصائح على مدار الساعة، وجلُّها سطحي، ولا ندري إن كان يطبِّق ما ينصح به؟!..
ومنهم من يأتي بما قال الغربيون، أو جاءت به صُفر الكتبِ، وضعيف المتَرجَم،
أكثره ركيك، مزخرف بالأخطاء، وضعف السَّبكِ، وفي آثارنا ما هو أجمل، وأعمق، وأوقع، وأكثر جودةً، ورصانةً، وإبداعا، ولا ندري إن كانوا يعلمون؟!..
ومنهم من يوغل في تحليل الوقائع، باختلافها، دون اختصاص، أو تعمّق، أو دراية دقيقة، ولا ندري إن كانوا على علم بهذا، أو إنهم سادرون؟!..
ومنهم من يزجّون بآرائهم مختلفة المورد، والمصدر، والمستوى، والمصداقية، والضعف، والسطحية مما لا تتفق مع الحقائق، ولا تصب في جدوى، ولا ندري ما الذي يريدون..
ومنهم المتناقضون، ومنهم البذيئون، ومنهم الهامشيون، ومنهم الذين لا يفكرون، ومنهم الذين لا يعون، ومنهم المتأثرون، ومنهم المؤثِّرون فيمن يشاكلهم رهافةَ وعي، وفقرَ فكر، وضعفَ نفسٍ، ومنهم المسيئون، ومنهم الذين يطبلون، ومنهم الذين يُقصُون، ومنهم الذين يتجاهلون، ومنهم قلة، أو كثرة لا يُجْدُون شيئاً بما يقولون!!..
هؤلاء عبءٌ، وتشويه فإلى أين سيصلون؟!..
وما الذي سوف يحصدون؟..
ومتى سينضجون؟!..
أفلا يتريثون ولفقرهم يسترون، ولوهنهم يعالجون؟!..
وللفضاء الجميل يفسحون ليحلِّق فيه الجمال، والنقاء، والصدق، والوعي، والحجة، والمعرفة، لمن يؤسس للحياة بخيرها، لا للاختناق بأغبرتهم، أو بشرِّها، فقد ضحلت مواردهم، ومصادرهم.