فهد بن جليد
لا معايير واضحة ومُتفق عليها لكيفية اختيار المُعلقين والضيوف في البرامج التلفزيونية؟ العملية يجب أن لا تخضع (لمزاجية) ومصالح ورغبات المُعدِّين والقيمين على هذه البرامج والمحطات تبعاً لعلاقاتهم الشخصية وتوجهاتهم على حساب التخصص والقدرة على إثراء المحتوى بالرأي والتعليق الصائب والمفيد, في الإعلام الغربي احترام التخصص أكثر منه وضوحاً عن الإعلام العربي, على الأقل لناحية اختيار معلقي الأخبار وضيوف البرامج وعدم تكرارهم, حيث لا تدقيق مُلزم في محطاتنا العربية لهوية الضيف وتخصصه وخبرته وتاريخه وعلاقته بالموضوع المطروح للنقاش, فقد يظهر عليك الشخص الخطأ ليُعلق أو يُحلِّل الخبر الخطأ, هل هو كسل الإعلاميين في البحث عن الأفضل؟ أم عدم فهم خطورة منصاتهم الإعلامية وتأثيرها؟ أم امتناع وتوقف أصحاب الخبرة والفهم والدراية عن المُشاركة, لا أفهم إصرار بعض القنوات والإعلاميين العرب على تكرار الضيوف في المواضيع المُختلفة وعدم اختيار وتقديم ضيوف جُدد مُناسبين ومُلائمين للموضوع.
الإعلام الغربي يهتم بصناعة الوجوه الإعلامية, بتقديمه أكبر كم من الأسماء والشخصيات الجديدة في كل مرَّة مع احتفاظه بأسماء مُتخصِّصة في مواضيع مُحدَّدة, وهي فلسفة وتجرِّبة تتخوف منها أغلب المحطات العربية باعتمادها على النجوم الشهيرة أكثر في المحطات الأخرى, فظهورك في القناة (أ) مُبرِّراً لظهورك لاحقاً في القنوات (ب, ج ..) وهكذا, قد تتضح ضوابط اختيار الضيوف والمُعلقين على الأخبار والأحداث تبعاً للسياسات الإعلامية لكل محطة, لكن في البرامج الاجتماعية والمنوعة - الأكثر تحرُّراً من هذه القيود - الإشكالية تبدو واضحة بالتراخي في اختيار نوعية الضيوف لناحية الكفاءة والمعرفة, فعدم انتقاء الضيوف بشكل دقيق والتساهل في اعتلاء هذه المنابر سيجعل منها مُفلسة في نظر المُشاهد العادي قبل المُتخصص.
العالم العربي مليء بالخبرات والكفاءات الواعية التي تغني وتثري المحتوى الإعلامي, دون تكرار وجوه باتت أشهر من مُقدمي البرامج أنفسهم, وأصابت المُتلقي بالملل, وخلقت بينه وبين الشاشة فجّْوة يجب تداركها والانتباه لها.
وعلى دروب الخير نلتقي.