عبدالله العمري
قدم لاعبو منتخبنا السعودي أنفسهم بشكل أكثر من رائع في أول مباراتين لهم في بطولة أمم آسيا 2019 المقامة حالياً في العاصمة الإماراتية أبوظبي، الانتصاران المتتاليان جعل الأخضر السعودي من أوائل المنتخبات المتأهلة إلى دور الستة عشر في بطولة أمم آسيا.
ما قدمه نجومنا من مستوى كبير وانضباط تكتيكي عالٍ مقروناً بالنتائج الإيجابية التي تحققت، عزز كثيراً من ثقتهم بقدراتهم الفنية الكبيرة التي يمتلكونها كلاعبين، وهي قادرة على إيصال الأخضر السعودي إلى أبعد نقطة بالبطولة وحتى التتويج باللقب بإذن الله، شريطة أن يقرنوا أداءهم بالروح العالية وهي الميزة التي يفتقدها اللاعب السعودي دوماً داخل المستطيل الأخضر دون سبب واضح..!
فوزنا على منتخبا كوريا الشمالية ولبنان نشر كثيراً من الطمائنينة والارتياح داخل الشارع الرياضي السعودي الذي تبددت مخاوفه الكبيرة التي سبقت انطلاق البطولة من عدم مقدرة الأخضر على المنافسة والتأهل من دوري المجموعات.
ولعل أكبر الكاسبين مما تحقق من نتائج إيجابية في بداية المشوار الآسيوي هو مدرب منتخبنا الأرجنتيني بيتزي الذي طالته سهام النقد كثيراً بعد إعلانه قائمة التشكيلة النهائية التي سيدخل بها البطولة، وذلك بسبب استبعاده لبعض اللاعبين المميزين بدورينا هذا الموسم، الذي أثبت أنه مدرب قدير وهو الأعرف باللاعب القادر على تنفيذ تكتيكه داخل الملعب.
وما يحتاجه المنتخب السعودي في مرحلة ما بعد مباريات دوري المجموعات التي عبرناها بكل نجاح هو ضرورة أن يقف الجميع مع نجومنا ودعمهم بكل قوة، وهم يستحقون هذا الدعم عطفاً على المستوى الرائع الذي قدموه.
وأعتقد أن الأمر الهام الذي يجب على جميع لاعبينا أن يدركوه هو بأن البطولة لم تبدأ بشكل حقيقي بعد، فدوري المجموعات كشف عن ضعف كثير من المنتخبات المشاركة بالبطولة وهذا ربما عائد بسبب إقامة البطولة بمشاركة 24 منتخباً للمرة الأولى، فالأدوار المقبلة ستتلاشى فيه الكثير من الفوارق الفنية بين المنتخبات المتأهلة وستكون المنافسة أقوى بكثير، وما يميز مشاركة الأخضر السعودي في النسخة الحالية من بطولة أمم آسيا بأنه ذهب للبطولة دون أي ضغوط إعلامية، تطالبهم بضرورة تحقيق لقب البطولة، فاللعب بدون ضغوط كان أحد أهم أسباب بروز منتخبنا في أول جولتين من البطولة.
نجومنا مطالبون باستغلال الثقة الكبيرة التي حصلوا عليها بعد ضمان التأهل بكل سهولة لدور 16 من البطولة كما يجب، وتسخيرها لصالحهم من أجل التأهل للأدوار المتقدمة بالبطولة حتى الوصول للنهائي الآسيوي بإذن الله، فتاريخنا في أمم آسيا كبير جداً ولا بد أن نعود له عبر ديار زايد الخير من جديد لاعتلاء عرش القارة الآسيوية، وهو أمر ليس بصعب على كوكبة النجوم الحاليين الموجودين بتشكيلة الأخضر مع الداهية الأرجنتيني بيتزي، الذي أعتقد أنه وفق كثيراً بإعادة صياغة وترتيب الأخضر السعودي من جديد.