كل إنسان منَّا في هذه الحياة الدّنيا يطمح إلى أبجديات التّطور في شتَّى المجالات وكل أمَّة من الأمم تسعى جاهدة بكل الوسائل المتاحة إلى مظاهر الحضارة والتقدّم وكل أمَّة تحاول بقدر الإمكان أن تبتعد عن التّقوقع والعزلة والإهمال فالأمَّة هي التي تأخذ بأسباب الحضارة وتقتبس ما يناسب مجتمعها وكيانها ودينها وأخلاقها وعاداتها وتقاليدها.
فالمرء أحياناً لا يستطيع أن يسترسل بالوصف الدقيق عن تلك المعالم الحضارية وإنما يكتفي بلمحة مختصرة عن التطور الذي تشهده تلك المدن والمحافظات والمراكز في كافَّة أنحاء بلادنا المترامية الأطراف فالنَّاس هنا وهناك يتفاوتون في معرفة مقومات الجذب سواء من خلال طبيعتها الجغرافية أو طبيعية أهلها - فالبعض لا يدرك تمام الإدراك أن الأرض بقعة جغرافية محددة على سطح الكرة الأرضيَّة التي سكنها الآباء والأجداد منذ القدم.
ومن خلال هذه المقدمة القصيرة فالمرء أحياناً ينتابه شعور لا حدود له في الاطِّلاع والتأمل والتفكر - فقد تلقى أبناء العم عبدالرحمن بن محمد الصَّالح دعوة شخصَّية من الأستاذ عبدالله بن فهد المجماج إلى زيارة منطقة القصيم وخاصَّة محافظة المذنب وقد أتيحت لي الفرصة المناسبة برفقة هؤلاء الرجال الكرام إلى تلك المحافظة فقد استقبلنا [أبو فهد] في منتجعه الخاص بالحفاوة والترحاب المنقطع النظير ووجه مضيء وبشاشة وثغر مبتسم ويد طاهرة ومصافحة ونظرة حانية وبعد استراحة ليست بالقصيرة أخذنا بجولة استطلاعية سريعة على كافَّة المحافظات والمراكز - بالمنطقة فإن وطننا الغالي ولله الحمد والمنة... يعيش نهضة حضارية شاملة في كافَّة الميادين وذلك بفضل من الله وكرمه ثم بتوجيهات السّلطة الحاكمة في البلاد فهذه النهضة الشاملة لم تكن مقتصرة على منطقة دون أخرى، بل شملت كافة أرجاء الوطن المعطاء ومنطقة القصيم جزء غال من هذا الوطن فقد نمت وازدهرت في كافَّة القطاعات التي تعم أرجاء الوطن فالقصيم أصبحت بعد فضل الله وكرمه مدينة مترامية الأطراف وتحظى بجزء كبير من الوطن الغالي، كما أنها تشهد حراكاً مستمراً لا يكل ولا يمل ودائماً في نمو شامل مطرد يحقق المزيد والمزيد من الرخاء والعطاء لأبناء تلك المنطقة وقد تميزت تلك المنطقة بمقومات النهضة الشّاملة والمشروعات التنموية الظاهرة على السّطح وبذلك تزهو بما تحقق من منجزات حضارية عملاقة - ومحافظة المذنب لا تقل أهميَّة عن بقية المحافظات الأخرى، حيث إنها تشهد تطوراً كبيراً وترتبط ببعضها البعض بشبكة من الطرق العملاقة فقد استوقفتنا معالم حضارية وتراثية وتجارية وصناعية وزراعية وعمرانية وتعليمية وصحية وما يتبع ذلك من منجزات تقدمها كافة القطاعات الخدمية لأبناء هذا الوطن المعطاء.
فإنني أدون خلال مشاهداتي السّريعة التي سوف أنقلها كما رأيتها بدون مبالغة ولا مجاملة كون الأمانة تقتضي ذلك طالما أنني ارتضيت لنفسي تلك الأهداف فقد مررنا بما هو متعارف عليه الأماكن التّراثية في كل محافظة وخاصَّة محافظة المذنب وشاهدنا المعالم الأثرية فقمنا بجولة داخل تلك المنازل وعلى الحوانيت ومما لفت نظري الرّوعة في الإعداد إلى جانب المنتجعات المتعدّدة ذات الجمال الرائع والتّصاميم الجذابة وقد دار بيني وبين أخي الفاضل الأستاذ عبدالله بن فهد المجماج أحد رجالات محافظة المذنب بمنطقة القصيم حوار قصير عن تطور المحافظة في كافَّة القطاعات وكان لقائي معه في منتهى الأخلاق والتّواضع وأفادني بأنه يستقبل كافة الشّخصيّات المحلية والقيادات الرّسمية من محلية وعربيَّة وإسلاميَّة وأجنبية التي تزور محافظة المذنب خاصَّة بمنتجعه الخاص، حيث إنه يعتبر واجهة المحافظة وبعد ذلك تجولنا داخل المحافظة وخارجها وشاهدنا من خلال نافذة المركبة تلك المساحات الشاسعة الخضراء واتساع رقعة أشجار النّخيل بالمنطقة في تُعدُّ سلة غذاء المملكة العربيَّة السُّعوديَّة والتقينا بإخوان أعزاء وعلى رأسهم والدهم الشّيخ فهد المجماج ولم يُعدُّ اللّقاء مقتصراً على أمور معينة فقط وإنما فتح المجال مع كافَّة الإخوة الحضور ليكون نافذة حقيقية للمعرفة والثّقافة التي تتعاظم يوماً بعد يوم.
حيث إن هذه اللّقاءات تقدّم للحضور مواد جاذبة ومتنوِّعة ومتاحة كمنفذ حيوي في مجال الحوارات والنّقاشات وتبادل الآراء والمعلومات.
فهذا يولد سؤالاً عن مفاهيم ودلالات هذه اللقاءات الأخوية لما لها من أهميَّة في عملية الاتصال المعرفي والثقافي في مجتمعنا المحافظ.
وهذا جميل حقاً أن يكتشف المرء الإبداع والتطور المختبئ بين أبناء المجتمع.
حيث إننا في زمن التقدم الحضاري المتسارع والذي لا يجري مع الزمن سيدهسه زمانه ويتجاوزه وهو حي فيه فحركة المجتمع تسير مع هذا الدفع الحضاري.
فقد ركّزت على كافة الإيجابيات وأهملت كافَّة السلبيات، حيث إن الإيجابيات هي الأصل في وطن كله جمال وخير وعطاء بترابه وبقيادته وبمجتمعه الكريم - فهذا ما أمكن إعداده وما تيسّر مراده.