أثر أذكار الصباح والمساء في حفظ الإنسان من الأخطار
* هل لأذكار الصباح والمساء ارتباط في حفظ الإنسان من الأخطار والمصائب؟ وهل تمنع نزول البلاء أو تخففه؟
- لا شك أن هذه الأذكار التي جاء الحث عليها في مواضعها، ورُتب على بعضها الحفظ، أن لها أثرًا في حفظ الإنسان من الشرور والآفات، وعلى كل حال هي أسباب، فإذا توافرت هذه الأسباب وانتفت الموانع ترتَّب هذا الحفظ عليها، وأما إذا وُجد ما يمنع؛ لأن حكمها حكم الأدعية، هي أسباب إن وجد ما يعارضها من الموانع فإنها لا تترتب عليها آثارها، وقد توجد هذه الأسباب كالدعاء، ولا يترتب عليها أثرها في الظاهر، مع أنه يُكافَأ على فعلها بالأجر والثواب من الله -جل وعلا-، ويدَّخر له في الآخرة ما هو أعظم من ذلك، أو يُدفع عنه من الشرور والآفات أكثر من ذلك. المقصود أنه ليس من اللازم حصول الأثر المُرتَّب على ذلك؛ لئلا يقول قائل: إن النبي -عليه الصلاة والسلام - سُحِر ومَرِض -عليه الصلاة والسلام-، فهل فرَّط في هذه الأمور التي حث عليها؟! إنما حصل له ذلك؛ لحكمة عظيمة، فيحصل له مثل هذا لمصلحه راجحة، وتشريع يتعلق بما يَعرض له -عليه الصلاة والسلام-، كما حصل له بالنسبة للنسيان: (إني لَأَنْسَى أو أُنَسَّى لِأَسُنَّ) [الموطأ: 1/100]، وحصل له النوم عن صلاة الصبح؛ لمصالح وفوائد وأحكام تترتب على مثل هذا. المقصود أنها أسباب فلا بد مع توافر الأسباب من انتفاء الموانع، وقد تتوافر الأسباب وتنتفي الموانع، ولا يحصل ما رُتب على ذلك؛ لأنه يُدَّخر للإنسان ما هو أعظم منه كالدعاء.
* * *
دخول الخلاء بالجوال المشتمل على مقاطع قرآنية
* ما حكم دخول الخلاء بالجوال الذي يحمل مقاطع آيات قرآنية؟
- هذه المقاطع التي يحملها الجوال إن كانت في جوفه لا تظهر ولا تُسمع فكما هو الشأن في جوف الحافظ، لا شيء في ذلك إذا كانت لا تُسمع ولا تُرى، وأما إذا كانت تسمع بمعنى أنها (نغمة) فإذا اتُصل به سُمع القرآن واضحًا ظاهرًا فلا يجوز دخول الخلاء به، وإذا كانت مكتوبة على الشاشة وهي التي يسمونها (خلفية)، فإذا كانت مخفية لا مانع أيضًا كما هو الشأن في الذي في جوفه، وإذا كانت ظاهرة وفي جيب صاحبه فإنها مثل كتابة الذكر أو القرآن أو لفظ الجلالة في ورق مُخفى في جيب الإنسان، لكن ينبغي ألا يُمتهن القرآن، فلا يوضع لا خلفية ولا يوضع أيضًا نغمة؛ لأن هذا فيه امتهان لكلام الله -جل وعلا- ويعرِّضه لأن يُذْكر في أماكن لا تليق به، وأما ما في جوفه -يعني مخزن فيه القرآن كما في الشريط- فهو نظير ما في جوف ابن آدم، لا يضر ذلك -إن شاء الله تعالى.
** **
يجيب عنها معالي الشيخ الدكتور/ عبد الكريم بن عبد الله الخضير - عضو هيئة كبار العلماء، وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء