في الليل:
أرتدي ثوب عفويتي بعيدًا عن أيّة مثالية.
أكون أنا.
بكامل تناقضاتي وفي أشدّ حالاتي صدقًا.
أتحوّل كائنًا ضئيلًا ضمن الموجودات..
أتحرك عبر الفراغ، وشيئًا فشيئًا أنسحب إلى داخلي وأتقوقع.
أدخل طيفًا، وأخرج طيفًا, وبين الطيفين أحاول أن أنهل من ماء الطمأنينة.
تزورني أكثر أحلامي حموضة؛ لتخدر العلاقة بيني وبيني.
أتسلل إلى ذكرياتي؛ لأصنع منها عالمًا فسيحًا.
أمشي فيه حافية على شوك من الأوجاع.
أحترف البكاء كلّما تفقّدت قلبي.
أبعثر ما اختبأ مني في ثرى الأحزان؛ لأزهر من جديد.
أكون مُفرّغة من كلّ شيء إلا من صوت قلبي الذي جعل من الذكريات دثارًا يحميه من تقلّبات الفصول.
تسمو روحي فوق طينية جسدي، مرتدية ثوب الحكمة التي تتلبسني وأنا أقبض على الزمن الهارب مني.
أتلمس طريقي بالبصيرة، لا البصر.
أجثو عابدة، كلّما صَعُب عليّ ابتلاع خيباتي التي لا يبددها غير السجود.
تمطرني الأحزان؛ لتصنع مني إنسانة أخرى.
تستحق أن تهرب للفرح تاركة وراءها أشياء كثيرة لا تريد أن تتذكرها.
ينهض طائر الفقد؛ ليفتح كلّ باب للحزن.
يأخذ بيدي؛ لأكون إنسانة جديدة جسدًا وروحًا.
وفي الصباح:
أكون أنثى صباحية، ترسل من قلبها النور للكون، وتمارس الحياة بحبّ.
** **
- د. زكيّة بنت محمّد العتيبي