د. حسن بن فهد الهويمل
مثلما تألق (البواردي) بمجلة الإشعاع في الشرقية، تألق (أبو مدين) بجريدة الرائد في الغربية.
وكلاهما كـ(العقاد) علما نفسيهما، ولم يكملا دراستهما، فكانا يمثلان الثقافة المفتوحة على المشهد العربي.
استقت الشرقية بعض ثقافتها من (العراق)؛ فيما استقت (الغربية) كل ثقافتها من (مصر)، فكان (الفتى مفتاح) (طحسنيًّا) حين يتحدث (مازنيًّا) حين يكتب.
عرفت المجلتين وصاحبيهما في عنفوان شبابي وتوقد حماسي، وقلة زادي؛ وأعجبني أسلوب البواردي وصلف شبابه، ولم يتح لي شرف الكتابة في (الإشعاع)..
وشرفت بالاتصال المباشر، والكتابة في (الرائد).
وأول قصة وآخرها نشرت لي فيها: (شاب تاه في دروب الحياة)
وأول معركة نقدية عنيفة متحاملة خضتها دراسة نقدية لديوان (القلائد) للسنوسي رحمه الله.
كان (أبو مدين) حفيا بالشباب؛ يقوِّم عوجهم؛ ويرقع خروقهم؛ ويعزز ثقتهم..
كانت (الرائد) ملتقى شباب المناطق؛ يجرون فيها أقلامهم؛ ويبثون من خلالها همومهم..
ومثلما كانت المجلة ملتقى الأطياف كان (نادي جدة الأدبي) مثابة للشباب؛ وأمنًا..
لقد شَرّع أبوابه لكل الخطابات؛ وأتاح فرص التجاذبات بين كل الأطراف..
كما جسر الفجوات بين رموز الوطن العربي، فكان بحق النادي الرائد مثلما كانت (الرائد)
تكريم أبي مدين في (الجنادرية) وتقليده وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى، وتكريمه في (نادي جدة الأدبي) حق مشروع، وهو في النهاية تكريم للكافة
لقد فرق قدراته في مهمات كثيرة؛ وأسهم في خلق مناخات متعددة.
والفضل كله يعود إليه في تقديمي للمشهد الأدبي، وفي إصلاح ذات البين بيني وبين العزيز د. (عبدالله الغذامي)
بالمشاركة مع الصديق الخلوق الدكتور (عبدالعزيز السبيل).
لقد أثرى الساحة الأدبية بمؤلفاته وممارساته..
وسيرته الذاتية في عدد من الكتب تدل على عصاميته وإيجابية عطائه.. نسأل الله له مزيدًا من الصحة ليكمل المشوار كما بدأه أول مرة..