1- الكتابة،كر وفر، مد وجزر، مكسب وخسارة، جبن وجسارة، أسوأ مافي هذه الصنعة، النائحون المتربصون على قارعة الزمن ينتظرون الخطأ، يتوسدون الكسل، ويتوسلون الحضور، يفترشون الحسد ويلتحفون العجز وقلة الحيلة.
هولاء هم ردة الفعل للكتابة وتأثيرها، الذي كان ومازال هو المبتدأ الذي يأتيك بالخبر، أما هم فيظلون الزبد الذي يذهب جفاء، والكتابة تبقى النافع الذي يمكث في الأرض.
2 - الكتابة عند البعض كحصن يقيهم مصاعب الحياة ومتغيراتها، وقد تكون حالة لترويض النفوس والتصالح معها.
3 - الكتابة عند البعض عادة وقد ترتقي عند آخرين لتكون عبادة، يُطلب من ورائها الأجر والمثوبة.
4 - بعض الكتاب أجورهم مادية وبعضهم معنوية، بعضهم كالآثار النفيسة المغمورة تحت ركام الزمن وفجأة يصبح نتاجهم، إعلاناً عن كشف عظيم.
5 - بعض الكتابة يكون لزمنها الذي ولدت فيه، وبعضها لزمن ولى ولن يعود، والبعض الأخير لزمن قادم جديد.
6 - الكتابة عند البعض حاجة يعقبها إبداع، هو بمثابة الاختراع،وعند البعض حرفة وتجلي ليقضى بها ألف حاجة وحاجة،
وعند آخرين مجرد فعل لا يسمن ولا يغني من فاقة او عوز.
7 - الكتابة تحت تأثير الحضور مرض،من متلازماتها الكذب والدجل، والحركة بين الصفوف وداخلها،تارة الى اليمين وتارة لليسار، وعند دنو الأجل وغياب الوازع الدنيوي، ينحو بعضهم الى الوسط، منطقة الدفئ والأمان محياً ومماتاً.
8 - الكتابة هذه الأيام، تصارع مرارة الغربة والتجاهل وسطوة وسائل تعبيرية أخرى، ومع ذلك يبقى لها السبق والريادة،أليست العصور تؤرخ بها وبفضلها وتأثيرها وطريقة نثرها وتوزيعها على الورق وقبله على الجبال والأحجار والمعالم الخالدة شاهدًا على عصور مضت وانتهت.
9 - الكتابة فعل وفاعل ومفعول به ولأجله،فالكاتب فاعل، والكتابة مفعول به والتعبير عن مكامن النفس وتوثيق حالها مفعول له ولأجله.
9 - قد تكون الكتابة نائب لفاعل، توارى خجلاً أو خوفاً أو زهدًا، وقد تكون فاعلاً باسم نفس مريضة أغواها الطمع، وقد تكون فعل سام لضمير حي مستتر وقد يكون متصل او منفصل.
10- الكتابة جسد روحها الفكرة،وجسدها الكلمات، وجمالها يكمن في جزالة اللفظ وحسن التعبير ويبقى حسنها حسن وسيئها قبيح وان تعالى وظهر.
** **
- علي المطوع