د.عبدالعزيز العمر
في وقت مضى كانت (وربما لازالت) الزلازل التعليمية تضرب داخل الجهاز التعليمي المركزي دون أن يتم رصد وتسجيل هذه الزلازل في المدارس، وفي الوقت نفسه كانت هذه الزلازل التعليمية ترصد وتسجل بوضوح في أروقة الجامعات وفي حي الصحافة. لتوضيح هذا الأمر أقول كانت وزارة التعليم إلى عهد قريب تتبنى وتقر مشروعات وسياسات تعليمية كبيرة، وهي مشروعات صاحبها الكثير من الجدل والحوار الإعلامي التربوي الصاخب دون أن تجد تلك المشروعات طريقها إلى التطبيق الفعلي داخل الفصل، على الأقل بالصورة التي أرادها المخطط التعليمي. مما سمح حينها بظهور فجوة بين المدارس وجهاز التخطيط التعليمي المركزي. لقد وصف كثير من القيادات المدرسية والتربوية هذه الظاهرة بأنها تعبير عن انفصال (الميدان- أي المدارس) عن (وزارة التعليم). ولابد أن أؤكد هنا أن هذا الفصل هو أمر غير مقبول، لكن الخوف هنا يكمن في أن يرفض الميدان (المعلمون والمشرفون والقيادات المدرسية) أي تأطير تنظيري معرفي فلسفي لأي مشروع تربوي جديد ليتحول المشروع التعليمي حينها إلى مجرد كتاب طبخ يوجه منسوبي الميدان التعليمي نحو التنفيذ الحرفي للمشروع دون إدراك منهم لأساسه النظري التعليمي. من الثابت أنه عندما تغيب الخلفية المعرفية النظرية لأي مشروع تعليمي عن ذهن المنفذ لذلك المشروع فسوف يفقد المنفذ المشروع حماسه وتفاعله مع المشروع، وبالتالي لن ينفذه بالصورة الصحيحة.