سلطان بن محمد المالك
تبقى ذكرى القادة والرؤساء العظماء مخلدة في الأذهان ومدونة في الكتب لتتذكرها وتستفيد منها الأجيال الحالية والقادمة. والقادة والرؤساء العظماء لا يقتصر تواجدهم فقط في الحقل السياسي أو العسكري بل يتعدى ذلك إلى حقل المال والأعمال. ويمثل توفر قادة ورؤساء أكفاء وناجحين عنصرًا مهمًا لأي منشأة كانت، وهو بمنزلة عنصر ندرة، حيث إن المشكلة الحقيقية التي تعاني منها كبريات الشركات هي توفر القائد الناجح لإدارة مهامها. فهناك صفات ومواصفات خاصة لابد من توافرها في القائد الناجح، منها على سبيل المثال قوة الشخصية، بعد في الرؤية للمستقبل، مهارات الاتصال، المقدرة على اتخاذ القرارات بشجاعة، البعد عن المركزية وتوزيع الصلاحيات وغيرها من الصفات التي ليس المجال هنا لسردها.
ويبرز في الساحة تساؤل مهم عن مصدر القادة والرؤساء الناجحين، وتختلف الآراء في هذا الخصوص، فهناك من يعتقد بأن رؤساء الشركات العملاقة الناجحين عادة ما يأتون من حقل المالية والمحاسبة، بينما يعترض آخرون بوجهة نظر أخرى مختلفة ترى بأن العاملين في حقل التسويق والمبيعات هم الأكفأ والأفضل تأهيلاً لقيادة دفة أي منشأة، وهم المصدر الرئيس لصنع أفضل قادة ورؤساء أعمال.
في دراسة تم إجراؤها عن القيادة من قبل مجلة الإدارة اليوم في بريطانيا Management Today بالاشتراك مع منظمة Leading Minds، مع عينة من 1000 رئيس تنفيذي لمجموعة من الشركات العالمية في المملكة المتحدة، للتعرف على وجهة نظرهم حول القيادة في الشركات وعن مصدر القائد الناجح، وخلصت الدراسة إلى أن أفضل قادة ورؤساء للشركات هم رجال التسويق والمبيعات أو من لديهم خلفية ومعرفة بالتسويق بنسبة 59 %، بينما المهندسون 18 % والمحاسبون ورجال المال 10 % ، ومن القوى البشرية 13 %. وأشارت الدراسة كذلك أن قادة الأعمال اليوم يعتقدون بأن القادة يصبحون أفضل مع تقدم العمر, وأن أفضل ما يميز القائد مقدرته على إحداث التغيير.
وفي تصوري لو تم عمل الدراسة على مجموعة من القادة في الشرق الأوسط, وفي المملكة بالخصوص، فقد تختلف النتائج آخذاً في الاعتبار الاختلاف بين ثقافات واعتقادات المدراء والرؤساء على مختلف الشعوب.