فهد بن جليد
أقترح فتح المجال لعودة الفتيات المراهقات الهاربات للخارج، ممن تم التغرير بهن واستغلالهن من بعض الدول المعادية؛ ليجدن أنفسهن أدوات لتشويه سمعة المملكة والمجتمع السعودي, مثلما تم فتح المجال سابقًا لعودة المغرَّر بهم من قِبل الجماعات المتطرفة, وحتى فتح المجال لعودة المعارضين أيضًا؛ لينخرطوا من جديد في المجتمع بعد أن خضعوا لما يلزم من برامج تأهيلية وتعليمية لتقويم سلوكهم، وعلاج مشكلتهم.
لقد استفاد المجتمع من استعادة شبابه من أحضان الجماعات الإرهابية والمتطرفة عندما فضحوا أساليب استقطابهم والتغرير بهم من قِبل أعداء الدين والوطن باستغلال عاطفتهم وظروفهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها، وهو الأسلوب ذاته الذي يتم انتهاجه اليوم مع المراهقات بتصوير الحياة والجنة الدنيوية بمجرد الهروب للخارج بسبب المشاكل الأسرية أو حتى الضغوطات النفسية التي يعانينها. لم يكن لهؤلاء الشباب في نهاية المطاف إلا وطنهم ليحتضنهم، ويعودوا إليه مجددًا بعدما اكتشفوا أنهم يسيرون في الطريق الخاطئ؛ فأسهم حديثهم واستعراض تجاربهم في توضيح الصورة, وكشف معالمها الحقيقية للجميع لوقف تزايد مثل هذه الحالات. علينا أن نستفيد من هذه التجربة اليوم في ملف الهاربات أيضًا بفضح استغلالهن من بعض الدول والمنظمات المعادية للمملكة لأغراض سياسية قذرة لا إنسانية.
ما هو مصير هؤلاء الفتيات عندما يكتشفن في أي وقت أنه تم التغرير بهن واستغلالهن ضد الدين والوطن والمجتمع؟ هل نغلق باب الأسرة للأبد؟ ونوصد باب الوطن؟ أم نمنحهن أملاً وفرصة أخرى للعودة لحضن العائلة والوالدَيْن, ودفء الوطن, والمجتمع الحقيقي الذي يستعدن فيه قيمتهن الإنسانية وحريتهن الحقيقية التي كفلها الدين، واحترمها المجتمع السعودي، بعد انجلاء الغبش عن الأعين والغمة الضبابية التي تشكلت بفعل المراهقة والتغيرات النفسية والفسيولوجية التي أسهمت باتخاذهن قرار الهروب الخاطئ للمرة الأولى، وانخراطهن في لعبة قذرة للتغرير بمراهقات أخريات بالحديث عن الحريات.. والكلام المعسول والصورة الوردية والخادعة عن حرية المرأة بداية الأمر, ومن ثم تركهن للمجهول.
فلنفكر بإيجابية لعلاج مثل هذا الفيروس السرطاني الذي يريد الخبثاء حقن مجتمعنا به لينتشر في كل مكان, ولنقلب الطاولة عليهم، ونفشل مخططهم القذر, بفتح الباب لعودة المراهقات بطرق رسمية، ومحاورتهن عند الرغبة والاقتناع بما يضمن سلامتهن، وتبديد مخاوفهن الأسرية والأمنية؛ فرجوعهن إلى الحق خير من تماديهن في الباطل.
وعلى دروب الخير نلتقي.