التسول:
أخذت ظاهرة التسول في التوسع والانتشار وأصبح لممتهنيها سبلا وحيلا وطرائق متعددة بل وعجيبة، فأحيانا تراهم صبيانا أحداثًا غُبْرًا شُعثًا يتجولون قرب الإشارات يقرعون نوافذ السيارات في ذلٍ مصطنعٍ وتمتماتٍ خافتة لُقنوا إياها وتدربوا عليها وحفظوها عن ظهر قلب! وأحيانا تراهم شبابًا غرباء ليسوا من جنسنا أشبه بالمتسولين وهم أكثر عنتًا ومضايقةً من المتسولين المحترفين حيث يهرعون نحو السيارات عند الإشارة الحمراء ومعهم أشياء (معروفة وغير معروفة!) لعرضها، أوسوائل ومعدات لتنظيف الزجاج أو مزاولة بيع الماء، وكل ذلك في ممارسات وجولات بين السيارات في مشاهد أبعد ما تكون عن الحضارة واللياقة السوية، وجلهم - إن لم يكن كلهم - من العمالة الوافدة السائبة العاطلة التي يبدو أن عين الرقيب لم تلحظها أوربما تعرها أدنى انتباه. ولعلنا نتساءل هنا أين مكافحة التسول وأين المرور وأين وزارة العمل وأين جمعيات ومؤسسات البر الخيرية، أين كل هؤلاء عن هذه المظاهر والمشاهد المزرية في أعين الرائين والسامعين على حد سواء..
الأرصفة والتمادي في رصفها:
هناك ظاهرة تبدو واضحة للعيان ولا تغيب عن الأذهان وهي أن الأرصفة المعمولة يبالغ فيها كثيرا حتى إن كثيرًا من الشوارع وساحات البيع والشراء وأماكن وقوف السيارات تحولت إلى أرصفة التهمت مساحات جمة منها، إن هذا الإفراط والإسراف في الرصف ليس له ما يبرره، بل على العكس أدى إلى ضيق الأماكن وبخاصة الشوارع وعمل على اختناقها وتقليص عامل الأمان والسلامة فيها.
إعلانات التخفيض واستغلال التجار لها وتلاعبهم فيها
يعلن في كثير من الأحيان عن فرص للتخفيض من قبل كثير من المحلات التجارية وبخاصة أسواق الأغذية (السوبرماركت) وعندما يأتيهم الزبون طمعًا في الحصول على المزايا المتاحة في تلك التخفيضات يفاجأ بأن المعروضات المعلن عنها قد نفدت وانتهت، فلا يجد عندئذٍ مندوحة من شراء شيء (أي شيْ ما) من ذلك المكان، وهذا بالطبع بغيتهم وهدفهم وما يسعون إليه وهو إغراء الزبائن وجذبهم، وما تلك التخفيضات إذن إلا طُعْم وشَرَك يُقصد به الاحتيال والاصطياد ليس إلا.
تجارة على الطرقات والأرصفة
هذه الظاهرة (المقيتة) استفحلت وتفاقمت وعين الرقيب عنها مغمضة، فإذا كانت الخضراوات تباع في عرض الأرصفة وقوارع الطرق تكون عندئذٍ عرضة لأشعة الشمس الحارقة وعوالق الغبار الملوثة، وما تنفثه السيارات من أبخرة وغازات سامة، فكيف إذن يطيب لنا أن نستهلكها ونستسيغها! نحن جميعا على يقين أن كل بلدية فرعية لديها إدارة مختصة بالبيئة حري بها أن تقوم بالمراقبة المستديمة حرصًا على صحة المجتمع وسلامة البيئة والقيام بواجبها الموكل إليها والذي أوجدت من أجله.
آفة المخدرات
تقوم الإدارة العامة لمكافحة المخدرات مشكورة بدور هام وجهد حثيث في مكافحة هذا الوباء الوخيم والتعريف بأضراره والتوعية بكوارثه على الفرد والأسرة والمجتمع والوطن، وما المخدرات إلا بلاء ابتليت به جل (إن لم يكن كل) بلاد العالم قاطبة، ومن يتعاطى تجارتها والترويج لها سوى أناس ماتت ضمائرهم وتلاشت مشاعرهم ولم يبق فيها غير الجشع والنهم غير عابئين ولا مكترثين بما تجره وتجلبه من سوءات وكوارث.
مطاعم خارج السرب:
هناك مطاعم تحس في قرارة نفسها أن لها شعبية خاصة رسخت في أذهان الناس عبر زمن طويل من نوعية ومستوى المأكولات التي تقدمها، وبدلا من أن تراعي فضل هذه الشهرة ووفرة الزبائن استغلتها في الاتجاه المعاكس إذ طفقت في رفع أسعارها بشكل لا يصدقه عقل أو يقبله منطق، ولعل الغريب في الأمر أن ليس ثمة من يراقبها ويتابع أسعارها بل تُرك لها الحبل على الغارب تستخف بالعقول وتنهب الجيوب دون وازع من عقل أو رادع من ضمير.
أين نحن من السعودة؟
في عالم الوجبات السريعة هناك مطاعم شهيرة معروفة ذات مسميات أجنبية مرموقة، الغريب أن من يعمل بها مقتصر على العمالة الأجنبية البحتة بالرغم من بساطة أعمالها التي لا يعدوكونها مجرد إعداد وجبات لا تحتاج إلى مهارات متخصصة أوفنيات عالية، فلماذا إذن لا يقوم بها سعوديون بدلا من جلب عمالة من بلدان تبعد آلاف الأميال وأبناؤنا السعوديون هنا يقومون بها خير قيام.
البلديات في عنت ومكابدة مع شركات الخدمات
يبدو أن التنسيق بين البلديات وشركات الخدمات (التلفون، المياه، الصرف الصحي، الكهرباء) غائب أوشبه غائب، إذ كلما تمت سفلتة شارع بكل متطلباته من قبل البلدية تأتي إحدى هذه الشركات لتنقض الغزل فتشق الطريق وتنثر الخرسانات وتشرع في إنجاز مهامها مما يلغي كل عمل مكلفٍ وجهدٍ مضنٍ بذل في ذلك الرصف والسفلتة والتشجير والتحسين.
المفحطون في دجى الليل
«التفحيط» غواية مقيتة عرفت منذ نشأتها بهذا الاسم، وقد أضحت وكأنها متلازمة من غرائز العبث والتمرد لدى بعض الشباب -هداهم الله- ولا يحلو لهم ممارسة هذه اللعبة الخطرة إلا في هدأة الليل والناس نيام هاجعون حيث تخلو الشوارع ويغيب الرقيب فلا يقف في طريقهم أحد ليحرمهم من ممارسة هذه المغامرة البهلوانية القاتلة، فلا تسمع عندئذ سوى صرير العجلات يدوي عاليا ليشق سكون الليل فيؤرق النيام ويقض مضاجعهم ويفسد أحلامهم.