تعتبر الخريطة وسيلة لتمثيل مختلف معالم سطح الأرض كالبحار والأنهار، واليابسة، والسهول، والجبال، والغابات، كما تمثل الظواهر التي تحدث على سطح الأرض كالظواهر الطبيعيّة، مثل الأمطار والرياح، وتبيِّن أيضًا مواقع المدن والقرى وطرق المواصلات وتوزيع السكان.. وغير ذلك من المعالم.
ولقد حظيت شبه الجزيرة العربية باهتمام الجغرافيين منذ القدم؛ فرسموها في خرائطهم، وحددوا بعض المواقع فيها، ومع تطور الاكتشافات تم إضافة العديد من المواقع عليها. ولقد كانت بلد الدرعية من البلدان التي تم إسقاط موقعها على الخريطة.
ومن خلال بحثي في العديد من الخرائط القديمة وجدت أقدم إسقاط للدرعية على الخريطة حسب اجتهادي كان في خريطة رُسمت عام 1840م - 1153هـ، رسمها الرسام الفرنسي جيلز روبرت دي فوغندي Gilles Robert de Vaugondy المولود عام 1688م في باريس، المتوفى عام 1766م. وكتب الدرعية هكذا Deraie.
وفي خريطة لإفريقيا من منشورات برشلونة، رُسمت عام 1750م - 1163هـ، كان من ضمن حدودها جزيرة العرب التي حدد عليها مدنًا قليلة، منها مدن مكة والمدينة والدرعية Dreiye وصنعا والمخا ومسقط؛ وهو ما يدل على شهرة الدرعية في ذلك الوقت على مستوى بلدان جزيرة العرب.
وفي عام 1751م - 1164هـ قام الرسام الفرنسي المشهور جان بابتيست بور غينيون دانفيل المولود عام 1697م، المتوفى عام 1782م، المعروف بالدقة والنباهة، بإسقاط موقع الدرعية على خريطته.
وفي عام 1771م رسم الفرنسي ريجوبيرت بون المتوفى عام 1795م خريطة جزيرة العرب، ووضع الدرعية ضمن بلدانها.
وتوالى تحديد موقع الدرعية في الخرائط التي رسمت بعد ذلك. وقد قمت بجمع العديد من ذلك في بحث لم يكتمل بعد.
ولقد وصل الأمر بالاهتمام بالدرعية إلى تفاصيل أكثر؛ إذ تم رسم أحيائها. وقد تحدث عنها الدكتور محمد آل زلفة في مجلة الدرعية والدكتور محمد البقاعي في المجلة العربية، كما كتبتُ عنها في مقال سابق لي في وراق الجزيرة.
وبعد، هذا ما وددت إيضاحه في هذا المقال، ولعلي أتوسع فيه في مقال آخر بمشيئة الله تعالى.
** **
محمد بن عبدالعزيز الفيصل - مدينة تمير