عبده الأسمري
تأتينا بين فترة وأخرى قوائم غريبة مريبة من خارج الحدود للشخصيات الأقوى عربيًّا وعالميًّا والأكثر تأثيرًا والأعلى دخلا من مجلات ومواقع وجهات.. لا نعلم من أين تستقي معلوماتها وتنشر بعض الأسماء محدودة التأُثير محليا لتضعهم في قائمة مؤطرة بالأمجاد عربيًّا وعالميًّا دون الارتهان إلى براهين ودلائل ترجح النتيجة!!
وكي نكون «عادلين» و»منصفين» فإن قليلا و»نادرا» من تلك الأسماء المحلية استحقت التتويج بوضع أسمائها في تلك القوائم ولكني في ذات الوقت تتبعت كثيرًا من الأسماء والألقاب وتعمقت في إنتاج أغلبهم فلم أجد فيهم ما يشفع لهم من جهة ومن جهة أخرى ما هي معايير التتويج التي اعتمدتها تلك الجهات وكيف تنطلي هذه المناصب والألقاب المجانية الفخرية والسحرية لتضع سطوتها على جهات وشخصيات من الداخل فتعطي لصاحبها «أكثر من يستحق»!!
سؤالي: ما هي مصداقية وشفافية ومثالية تلك الجهات التي نصبت نفسها هي أيضًا لتكون مؤشرًا للتنافس ومعلمًا للمثالية؟! وما هي طرق الاختيار وكيف وصلت إليها أسماء محلية تكاد لا تعرف بالداخل؟!!..
تذكرت حينها ألقاب سفراء عدد من المناشط الذين يتم اختيارهم من جهات معينة!! ولا غرابة أن نسمع مستقبلا عن ألقاب أخرى تم توزيعها بحيلة حياكة الواقع بخيوط الوهم وتمرير الحقيقة في ثوب زائف ونيل التتويج بثمن مدفوع!!
تعجبت كثيرًا من تلك المجلات والمواقع التي ترمز لنفسها بأنها «متخصصة» وهي تغفل أسماء قامات كبار في الوطن من الجنسين حصدوا جوائز عالمية وعربية وسجلوا حضورهم على مرأى من تلك المواقع التي لا تنكر تكريمهم «الحيادي» الذي تمت فيه مراحل التتويج عبر فرق متخصصة ودراسات مستفيضة بعيدًا عن ألقاب «السفراء» و«الخبراء» والأكثر والأعلى والأجدى في قالب وساطة تلبست رداء المصالح أو مجاملة ارتدت جلباب الكذب!!
وتساءلت في نفسي أين الكبار من تلك القوائم وهل لا تزال تلك الألقاب مجدية لأصحابها وما ميزانها في القبول المؤسساتي والرسمي لدينا.
المسألة تاخذ اتجاهات متعددة من بينها ما يكون على الجانب الذاتي وكل شخص أعلم بذاته من خلال هل المتوج يستحق اللقب؟ وما هي مساراته للحصول عليه؟
أتمنى أن يتفهم المجتمع وحتى المتوجين «كذبا» في قوائم التدليس العالمية أدوارهم الحقيقية وأن يبادر كل محتفى به «زورا» إلى سحب نفسه من المستوى «الكاذب» الذي وضع فيه وانتسب إليه.
لذا يجب التفريق وطنياً وإنسانياً واجتماعياً ورسميًا بين الجهات التي تكرم شخصياتنا وتمنحهم الألقاب عبر قنوات رسمية موثقة والأخرى التي تمت عبر مجاملات وبيع قيم في سوق التكريم الوهمي الذي قد يتم في يوم واحد ولأشخاص لا قيمة لهم ولا وزن, ويجب أن تتم الاستفادة من تجارب الجهات والقطاعات المصرح لها والمعتمدة عربيًا وعالميًا في مجال التصنيف بعيدًا عن توزيع الألقاب في كل اتجاه دون معايير وبلا مقاييس.