عبدالله العمري
تعيش الأندية السعودية أوضاعًا متذبذبة، وغير مستقرة، سواء على الصعيد المالي والإداري، وكذلك الفني، منذ سنوات طويلة.. فحتى هذه اللحظة أنديتنا لم تجد خارطة الطريق التي تجعلها مستقرة من النواحي كافة.. بالرغم من الدعم الكبير الذي قُدم في الموسم الماضي من ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، الذي بدعمه نجحت الأندية السعودية في تجاوز وتخطي واحدة من كبرى المعضلات المالية في تاريخها.
ولكي لا تتكرر هذه الأزمة مستقبلاً لماذا لا يكون هناك تسريع لتطبيق موافقة مجلس الوزراء السابقة على خصخصة الأندية الرياضية، وفتح المجال لرجال الأعمال للاستثمار في الأندية السعودية التي تعد خطوة وسابقة تاريخية للرياضة السعودية؟ فتجربة الدول التي سبقتنا في الخصخصة تؤكد أن إيجابياتها كثيرة إذا تم العمل بها وفق المعايير المعمول فيها بمعظم دول العالم، ومن أبرزها أن يتم طرح الأندية كأسهم أمام المستثمرين.
فأعتقد أن الخصخصة هي الحل الأبرز لإنقاذ السعودية من وضعها الحالي؛ إذ ستُحدث نقلة كبيرة لرياضتنا، وستسهم في نقلها من عالم الفوضى والتخبط الإداري الذي يضرب أركان معظم أنديتنا إلى الحزم المالي والعمل الجاد المنظم.. فالخصخصة ستقضي على الهدر والعبث المالي الذي شهدته الأندية السعودية في السنوات الأخيرة؛ إذ أصبحت أنديتنا مدينة، وتستجدي الهبات والدعم.. وستخلصنا الخصخصة من كثير من المحسوبيات والمصالح الشخصية الموجودة في معظم الأندية؛ فالمستثمر ومالك النادي سيبحث عن جلب وتوظيف أصحاب الكفاءات الإدارية العالية لإدارة النادي بشكل احترافي ومميز، يضمن له الحصول على عوائد مالية مجزية؛ فالأندية مع الخصخصة ستتحول إلى شركات ربحية، ولا مجال فيها للعمل التطوعي والاجتهادي، كما أن أغلب الدراسات الاقتصادية لخصت أن الخصخصة فيها ضبط مالي كبير جدًّا؛ ولهذا فمعها لن نشاهد الهدر المالي الذي تعيشه الأندية السعودية حاليًا، ومع الخصخصة سنقضي على أي تدخلات خارجية في عمل الأجهزة الفنية لفرض أو جلب لاعب معين؛ فالأجهزة الإدارية والفنية المسؤولة عن النادي ستبحث عن تحقيق أفضل النتائج مع الفريق بحثًا عن عقود رعاية أكبر لزيادة المداخيل، وهذا لا يتحقق إلا بالنتائج الإيجابية من خلال العمل الجاد.
ومن المهم أن نطلع على تجارب دول سابقة، نجحت معها الخصخصة، وهي مجتمعات قريبة منا، ومتشابهة مع تركيبة مجتمعنا..؟
أعتقد أن خصخصة الأندية السعودية خطوة مهمة وكبيرة جدًّا لدفع عجلة الرياضة السعودية إلى الأمام.
لكن السؤال الأهم الذي يطرح نفسه كثيرًا: مَن سيضبط الانفلات الإعلامي الموجود حاليًا في وسطنا الرياضي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وكذلك التعصب الكبير بين جماهير الأندية..؟!!
فالإعلام والجماهير الرياضية من أهم أركان خصخصة أي أندية في العالم.