مها محمد الشريف
لابد من إيجاد إستراتيجية إعلامية وطنية موحدة تمنح الإعلام الخارجي زخمًا جديدًا ووجودًا حيًّا يباشر الأحداث ويقف بقوة في المكان والزمان بدقة، وذلك لإعادة بناء مسؤولياته أمام الحملات المغرضة ضد المملكة، ووجود الحلقة الناقصة في هذا الكيان الهام والكبير عطفًا على مكانة السعودية العالمية التي تستحقها في عهد الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان.
الإعلام العصري المؤثر يساعد على اكتشاف كيفية الانتشار، ثورة في المحتوى الإعلامي وذلك من خلال رفع مستوى الاحترافية وتنويع عناصرها، وتحقيق حضور طاغٍ في الوقائع والأحداث، وتغيير أنماط الإعلام التقليدي المتواضع في النشاط والأهداف، ونقلها والتعاطي معها وتحريرها على مستوى العالم، ومضاعفة سرعة تأثيرها، والتواجد المباشر على مدار الساعة بمرونة إدارية واسعة، فعلى سبيل المثال لم نشاهد تعاملاً إعلاميًّا خارجيًّا جيدًا مع قضية المراهقة الهاربة من تايلند إلى كندا وموقف الحكومة الكندية الاستفزازي وغيرها من القضايا السابقة..
من هنا، نجد أن التكاليف غارقة ولا يمكن استردادها ولكن يمكن تطويرها وإحلال البديل الملائم وقرارات الأمس تأثيرها مختلف عن اليوم، حيث يبدو أن مثل هذه الاعتبارات لا تتمتع بإستراتيجية لإحياء عمل الإعلام الخارجي في عالم متقلب دائم التغير، فصناعة القرار لا تكتمل دون الإشارة إلى نظرية تتجدد، بالعمل من أجل استقطاب الكفاءات الإعلامية المتميزة والتخطيط الإعلامي، لينقل للعالم النهضة الضخمة التي تعيشها المملكة.
وما حققته المرأة السعودية من تميز ونجاحات غابت عن الإعلام الخارجي، فقد تولت مراكز قيادية في مجالات متعددة، حيث عُينت في عام 1430هـ أول امرأة بمنصب نائب وزير التربية والتعليم لشؤون البنات، ودور كبير في جميع القطاعات الحكومية والمؤسسات الخاصة، أضف إلى ذلك، صدور أمر ملكي في عام 1434هـ، يقضي بتعيين 30 سيدة أعضاء في مجلس الشورى، وتضمن القرار ألا يقل نسبة تمثيل المرأة عن 20 % من أعضاء المجلس، وليست كما يصورها الإعلام الغربي محرومة من حقوقها ومضطهدة.
وبالنظر إلى هذا الأمر، من المفيد العمل على تسليط الأضواء على ما وصلت إليه المرأة في بلادنا بتولي مراكز قيادية في مجالات متعددة، حيث عُينت في عام 1430هـ أول امرأة بمنصب نائب وزير التربية والتعليم لشؤون البنات، فالمملكة تسير وفق رؤية 2030، التي يقودها سمو الأمير الشاب محمد بن سلمان ولي العهد الأمين، بحيث يكون الإعلام بكافة وسائله وأدواته منافع هائلة وضمن الأهداف الأساسية لتغطية جوهر التنمية وتحويل احتمالات النجاح للواقع ودعم هذه الرؤية وتسويقها وإنجاحها في الداخل والخارج ومواجهة السياسة الإعلامية الغربية المهيمنة. إن النقد للإعلام الخارجي ليس جديدًا، فلم يتعد حدود الإخفاقات فقد تكررت في عدة أحداث، والوقت أصبح ملحًّا لبناء إستراتيجية إعلامية تشترك بها كل جهة لها ارتباط بالخارج وليس وزارة الإعلام أو الوسائل الإعلامية الخاصة والرسمية فقط.