سمر المقرن
أكبر حلم للأمهات والآباء أن يكون ابنهم طبيباً، لا أتصور أن مثل هذا الحلم لم يدغدغ أحلاماً أو يراود بيتاً في العالم العربي. واليوم الطبيب السعودي أثبت كفاءته وحقق حضوراً عالمياً، بل صار مطلوباً وتستقطبه المستشفيات والجامعات في العالم الغربي، وقد تسرّب للأسف الشديد من بين مستشفياتنا أطباء سعوديون للعمل في الخارج لوجود حوافز مالية أفضل مع أن وطنهم أولى بهم، لكن لهذا السبب كان مثل هذا التسرّب والأمل في عودتهم، وأن يأخذوا المواقع التي تليق بهم، ليخدموا هذا الوطن الذي هو بحاجتهم كما هم بحاجته.
حلم أن يكون الابن طبيباً هو من أجمل وأنبل الأحلام الإنسانية، لكن أثار انتباهي في أحد التحقيقات نشر في إحدى الصحف عن وجود بطالة لدى خريجي كلية الطب، وبحسب هيئة التخصصات الصحية فإن 6 آلاف طبيب سعودي يقفون على رصيف الانتظار، في الحقيقة العدد كبير، وفي التقرير ذاته هناك إلقاء بكامل المسؤولية من قِبل وزارة الصحة على الأطباء أنفسهم وتسببهم في بطالتهم، حيث وضعت السبب في عدم رغبة الأطباء في العمل خارج المناطق التي يسكنون بها. قد أتفق مع الوزارة في جزئية أن الطبيب عليه أن يقبل العمل في أي منطقة، خاصة إذا كانت المنطقة التي يقيم فيها الطبيب مكتفية 100 % ونسبة سعودة التخصص أيضاً وصلت إلى 100 % عندئذ من الضروري أن يتم توظيف الطبيب خارج منطقته؟ فالمسؤولية من وجهة نظري تقع على الطرفين ولا يمكن تحميلها على أحدهم وحده.
أيضاً هناك طرف آخر يدخل في المشكلة ذاتها، وهو القطاع الصحي الخاص وإشكالية تدني الرواتب، وهذا أمر بحاجة إلى معالجة، كما أن القطاع الخاص من الواجب عليه المشاركة في إيجاد حلول وتوظيف أبناء البلد.
بصدق أقولها، من حقنا أن نفرح بأبناء هذا البلد من حاملي شهادة الطب، وأن نراهم في كل المستشفيات، وأن تحسّن أوضاعهم المالية. أتمنى من معالي الوزير القدير الدكتور توفيق الربيعة معالجة قضية بطالة الأطباء بأسرع وقت حتى تكون البطالة سبباً يحبط أبنائنا من التخصصات الطبية في المستقبل!