فهد الحوشاني
قبل أيام نُشر في وسائل التواصل الاجتماعي مشهد غريب، امرأتان تقومان بطرق أبواب منزلين متقابلين، وسيارة في منتصف الطريق تنتظرهما، من الواضح أن الهدف هو ارتكاب جريمة سرقة! ما هذا يا بنات حواء! لم يعد يتنبأ الإنسان بماذا يمكنهن فعله!
مثل هذا السلوك الجريء جداً في السرقة جديد على المجتمع، في السابق نعرف أن بعض النساء يحشرن أيديهن في حقائب النساء ويسرقن ما خف حمله وغلا ثمنه من محفظة أو جوال! يتم ذلك دون مجاهرة بل بتردد وخوف من انكشاف الأمر! لكن التطور الغريب هو قيام ما كان يسمى الجنس اللطيف بأعمال إجرامية كالسطو في وضح النهار دون خوف والتي كانت فقط من تخصص المجرمين الذكور ولن أقول (الرجال)!!
المتحدث الرسمي لشرطة الرياض المقدم شاكر التويجري أراح المواطنين بخبر القبض على المرأتين حيث قال إنهما أدلتا بمعلومات غير صحيحة! وانه لم يكن الهدف البحث عن خادمة! مما يعني أن الهدف هو السطو! لذلك فبعد الشكر والتقدير لشرطة الرياض وقدرتها الفائقة على ملاحقة المجرمين، ولمتحدثها الرسمي الذي دائما ما يريح المواطنين بالكشف عن تفاصيل الأحداث والجرائم للحد من التفسيرات والتكهنات الخاطئة، أوجه الشكر لمن كانت كاميراته سبباً في تسهيل مهمة الشرطة في أداء مهمتها في القبض على المرأتين! فلولا الكاميرات لأفلت الكثير من المجرمين من العقاب! قبل أيام وفي حي السويدي تعرض أحد جيران قريب لي لسرقة محتويات سيارته، ولأن ليس لديه كاميرات فقد استعان بكاميرات قريبي، والتي كشفت أن مراهقا هو من كسر زجاج السيارة وسرق المحتويات.
في كثير من الحوادث نجد أن الكاميرات يكون لها الدور الكبير في المساعدة على القبض على المجرمين، وهنا يتضح أهمية تركيب الكاميرات والتي أرى أن لها هدفين مهمين الأول : وقائي فهو يمنع إقدام المجرمين على السرقة لخوفهم من التصوير ، والثاني : أن ذلك يساعد الشرطة في العثور على المجرمين بعد ارتكاب جريمتهم.
الكاميرات أصبحت ضرورة ومهمة لحماية البيوت والممتلكات والمحلات، لذلك أتمنى أن تقوم الشرطة بحملة توعية للمواطنين من اجل تركيب الكاميرات لحماية منازلهم وممتلكاتهم !
الجريمة كما يعرّفها علماء الاجتماع (ظاهرة اجتماعية) وهي سلوك لازم البشر منذ القدم، وهي من الأمراض الاجتماعية التي لا تشفى ولا تخلو منها المجتمعات المتقدمة أو المتخلفة! كثير من المجتمعات تحاول جاهدة أن تدرس مثل هذه الظواهر لمحاولة الحد من انتشارها، وفي مجتمعنا لعلنا نتساءل من يمكن له أن يجيبنا عن ما هي التغيرات الاجتماعية التي حدثت في المجتمع لتتطور معها الجريمة وأساليبها وجنس مرتكبيها!
أعلم أن المختصين في جامعاتنا في علم الاجتماع وعلم الجريمة في سبات مستديم ومفصولين تماما عن مجتمعهم فلا نسمع لهم صوتا، ولا نقرأ لهم دراسة أو بحثا يمكن أن يساعد الجهات المختصة في التصدي للجريمة والحد من انتشارها!