السقوط في وحل الفشل خيبة أمل وكبيرة أيضاً وقد تكون النهاية وأي نهاية ؟! إذا كانت بحجم الاشتراكية أوالشيوعية وسمها ما شئت ولكنها بالطبع واحدة وإن اختلفت في أنظمتها العملية قليلاً فالشيوعية كما عرّفها أنجلز: هي علم شروط تحرر البروليتاريا (طبقة العمال) والاشتراكية: هي تعني بالمجتمع وعلاقة الإنسان بالإنسان وقد تكون بعيدة نوعاً ما عن اليوتوبيا لأنها لا تبني مجتمعاً جديداً كما تريد الشيوعية بل تكمل ما وقف عليه الأول! وكلاهما كانت المقدمة اجتماعياً واقتصادياً فقط ثم عرّجا على السياسة، ولم تكن لماركس أو إنجلز أو حتى لينين عبرة القرن السابع عشر في سقوط الملكية في إنجلترا وفشل الاشتراكيين وإن كانت بفوضوية ! لأن مسألة التكاملية هي وجهات نظر كل يرى حسب الاستراتيجية التي يتبناها ويعمل عليها وقد تكون خاطئة بعد التجربة أيضاً كما هي عند الاشتراكية أو الشيوعية على أنها بدت ناجحة كل النجاح حينما اكتسحت الإقطاعية التقليدية في طبقتها الاستقراطية في روسيا عندما جيّشت طبقة الانتلجنسيا طبقة البروليتاريا العمال الذين عّولوا عليهم كسلطة تنفيذية فكان النجاح سريعاً وقوياً ولكن مع تقادم الوقت أصبحت طبقة البروليتاريا الحاكمة برجوازية بامتياز والتي تعتبر جزءا من طبقة الأنتلجنسيا ! وسقوطهما يعتبر من أهم الأحداث التاريخية في العصور الحديثة ولو نُفخ في كارل ماركس وإنجلز الروح ورأوا ما وصلت إليه جهودهما لما تمنوا أن يُبعثوا من جديد ! ولكن هل هذا الفشل هو سقوط ذريع للنخبة المثقفة الاشتراكية ونظريات القرن التاسع عشر أم الإجراءات العملية أتت بما لا يشتهي الرُّبان ؟!
وهل خيّبت طبقة الأنتلجنسيا بما فيها لينين أمل ماركس وأنجلز بالتقاعس عن تأييدها والدفاع عنها حتى السقوط ؟
أم هل كان القائمون على مبادئ الاشتراكية سواء كانوا من طبقة الأنتلجنسيا أو البروليتاريا ميكيافليين ؟!
وهل الدكتاتورية التي مارسها المتنفذون كستالين وخروتشوف وبريجنيف وماوتسي تونغ وكاسترو وأصحاب الطبقة العليا كتروتسكي وبولكانين سبباً في السقوط ؟!.
لم تتأقلم الشيوعية مع الأوضاع السائدة أثناء التغير السسيولوجي الاقتصادي والفكري بعد الحرب العالمية الثانية لأنها كانت محدوية الرؤية ومغلقة التجدد والتطور خوفاً من الوقوع في حبائل الرأسمالية والتي بدت بشكل متسارع أكثر مرونة وتطوراً أثناء الحرب الباردة ولأن الشيوعية تختلف عن الاشتراكية كونها لم تبدأ من حيث انتهى الآخر ولكنها نفضت عنها كل قديم ولم تستمد منه مثقال ذرة وكما قال إنجلز (....فالشيوعيون يريدون إذاً تقويض مجمل النظام الاجتماعي القديم واستبداله بآخر جديد) وهنا تفترق الشيوعية عن الاشتراكية فالانفتاح يعني التغيير الحتمي حسب طبقة الأنتلجنسيا السائدة آنذاك المسيطرة على رأس السلطة فكان الهروب لكثير من العقول المفكرة أو التي حاولت أن تفتح نصف النافذة كأقل تقدير خوفاً من البطش والتنكيل والذي لم يسلم منه حتى الرئيس خروتشوف حين حاول أن يبدي امتعاضه نوعاً ما من الوضع السائد لديه فكان عزله عقاباً حاولت الاشتراكية السوفيتية تبريره بأسباب غير منطقية متفادية فيه خيبة الأمل.
** **
- زياد بن حمد السبيت