دأبت بعض الجهات الحكومية في الآونة الأخيرة، عند ترجَّل أحد مسؤوليها عن كرسي المسؤولية، أن تحتفي به، وتكرمه من خلال الاحتفال الذي تقيمه بهذه المناسبة وتوزيع رقاع الدعوة لحضورها، ويتخلل الحفل عادة برنامج يوضح سيرة وإنجازات وأعمال المحتفى به خلال حياته الوظيفية، إضافة إلى إصدار كتاب وثائقي عن سيرته وإنجازاته، يوزع على الحاضرين أثناء الحفل.
وهي في نظري ظاهرة إدارية مطلوبة خاصة للمبرزين من المسؤولين ممن كان لهم بصمات إنجازية في مسار أعمال المرافق التي كانوا يديرونها.
وقبل عام أو يزيد أحيل معالي الأستاذ/ فهد بن عبدالعزيز بن معمر، محافظ محافظة الطائف إلى التقاعد وأقيم له حفل يليق بمكانته حضره لفيف من الأعيان والأدباء والمثقفين، وبمناسبة ذلك أصدر الكاتب والباحث الزميل الأستاذ/ حماد السالمي رئيس لجنة المطبوعات بالمحافظة كتاباً (وثائقياً) عن المحتفى به الموسوم بـ(فهد بن معمر والطائف... المَكـين.. والمَكَـان) يقع في (307)ص من القطع المتوسط من إصدار منتدى الشيخ محمد صالح باشراحيل رحمه الله بمكة المكرمة شارك في إعداد محتواه العديد من المسؤولين والأدباء والكتاب والإعلاميين ممن عاصروا الفترة التي أمضاها محافظاً للطائف، (منهم كاتب هذه السطور) إضافة إلى نبذة تعريفية وتاريخية عن أسرة آل المعمر، والمناصب التي تقلدوها في الدولة منذ عهد المؤسس طيب الله ثراه حتى الآن.. وملحقاً للصور وكلمة قيَّمة كتبها رئيس منتدى الشيخ محمد صالح باشراحيل الدكتور الشاعر الأديب عبدالله محمد صالح باشراحيل تصدَّرت الغلاف الأخير للكتاب قال فيها ((نعتز دائماً نحن أبناء مكة بمكانة القياديين في مؤسساتها ومنها إمارة الطائف، ثم محافظتها فلنا معرفة وحب لمن تولى هذه الإدارة وعلى رأسهم الأمير الجليل (عبدالعزيز بن معمر أمير الطائف الأسبق رحمه الله ووالد العزيز المكرم الأستاذ فهد بن عبدالعزيز بن معمر) فقد عرفناه محباً لزائري الطائف ومصطافيها على مدى ثلث قرن ونقدره نحن أهل مكة لما هو عليه من دماثة أخلاق وخدمة لمحبي الطائف.
إن مشاركة (منتدى الشيخ محمد صالح باشراحيل رحمه الله الثقافي) في كتاب التكريم هذا واجب يحتمه علينا حبنا وتقديرنا لآل ابن معمر وللأستاذ فهد بن معمر خاصة الذي هو جدير بكل حفاوة وتكريم حفظه الله ومتعه بالصحة والعافية) أهـ.
والحقيقة التي لا خلاف عليها أن لمعالي الأستاذ فهد المعمر إنجازات كثيرة ومتعددة في مختلف الاتجاهات في محافظة الطائف امتدت لسنوات طويلة قد لايتسع المجال لذكرها ولكن نذكر منها هنا، والشيء بالشيء يذكر خدمته للأدب والثقافة بالطائف ودعمه لها وتشجيع الكتاب والمثقفين وأرباب القلم والصحافة والفكر وتشجيع النشر قرابة نصف قرن حتى أضحت الطائف منارة للأدباء وملهمة للشعراء والمثقفين.
وجملة القول؛ فإن التكريم الذي يقام لبعض المسؤولين المميزين في أعمالهم عند ترجلهم عن كراسي المسؤولية ظاهرة مطلوبة وهو أقل ما يقدم لهم لقاء ما قدموه وأنجزوه لأمتهم ووطنهم وقيادتهم وهم على قيد الحياة.
خاتمة: نص من قصيدة وداعية شارك بها الشاعر/ عائض مستور الثبيتي ضمن محتوى الكتاب:
أبا فيصلٍ لا ساءَكَ الدّهْرُ والقِلَى
ولا غابَ نَجْمٌ أَنْتَ معناهُ دائما
تَرجّلتَ عن خَيْرِ الغَواديْ وقدْ غَدتْ
بنا لوْعَةٌ لمْ تتْركِ الدَّمْعَ مُحْجِما
ألِفْناكَ في تلكَ العُقودِ التي خَلتْ
وفيها تَفيّأناكَ ظِلاً مُكرَّما
بِكَ الطائفُ المأنوسُ قدْ كان حافلاً
بنورِ الأماسِيْ والنَّدى كانَ غَيْلَما
لكَ الشُّكْرُ منْ نَبضِ القلوب التْي لها
لسان هُنا يُغْنيكَ عمَّنْ تَلعْثَما
** **
- علي خضران القرني
Ali.kodran7007@gmail.com