وأنت هكذا تبقى مستلقيًا على فراغك، يا لهذه الراحة الجارحة، التي تغنّيك، هل أستطعت أن تفهم سر الأحلام وهي توغل فيك؟ هل أدركت بعد سهرك الطويل، كيف تفسر الليل؟
لا تقم، فالمفاجأة حين ذلك ستكلفك كثيرًا، تخيل أن تعود من سفر طويل، وتضيّع طريقك، هل ستكون سعيدًا؟ لا، لن تكون، هذه الخطوة بمثابة خنجر ينفذ في قلبك دون أن تقول آه واحدة، هل فهمت الآن لماذا تموت شروطك الصعبة لتعيش أنت تحت كل هذا الوضوح؟
ستصر على الوجوم، تزم شفتيك في وجه الريح، وتشير بأصابع حيرى للقادمين من بعيد، ستتهمهم بالعطش، حين ترميهم في واحتك الصامتة، هل ستكون يدك ليل ينقضي؟ لا، ستحارب بسهرك كل نجوم الحياة، ستخسر في مدار مجهول، لكنك تنجح في مداراتك الساطعة، ما أوسع هذه الأمنية وهي تمخر عبابك نحو القلب، نحو الروح التي ترفض الاستسلام.
سترفض النزف، ما عادت جروحك بخير، وهل هناك جرح يّدعي السلامة؟ لا، ستنتبه لمحاولته خلق وطنه الأول والأخير، لن تكون فيه، يا للسعادة، لكن هذا الأمر يزعجك بطريقة غريبة، كأنك تحب الجروح التي تصرخ بسعادة، أذكر هذا التعبير جيدًا، حين قلته يومًا بعد ربيع بائت، لم أنسَ ذلك، سأتذكر أنك كنت يومًا فكرة حادة جدًا حين أستعرتها من أقبية الحياة، سأتذكر أنني أشفى من جروحي بسعادة.
** **
- موضي العتيبي