لم يبلغ القمر اكتماله حتى ثارت السنابل برأسها تبكي موعد حصادها..
ففي الغد سيموت القمر.. وسيجر خلفه آلاف الموتى من السنابل..
لم تكن تعلم أن الموعد قد اقترب مع أن الليل وشوش لها بالقرب.. لكنها كانت في عنفوان كبريائها.. لم تتوقع الخيانة من القمر وبهذه السرعة سيضحى بها..!
وما من خيانة عظمى كخيانة القمر ذلك القريب البعيد.. الذي يوهمك بالضياء
ويحمل الظلمة على سطحه..!
وما من مهرب من موت قريب..
ونعي جديد..
فالحصاد قادم..
وستبكي اليمامات على تلك الأرواح المهدرة.. التي طالما أشعلت الضحكات على أهازيج تلك الحقول.. وأنبتت على كتف الأيام بذور الفرح..
اليمامات وحدها من تشعر بالمأساة..
وتربط رباط الحزن على أعناقها..
والليل وحده هو الشامت الذي ينتظر الحداد..
ويرتدي ثوب الفرح..
ربما تعب الليل من مشاحنة القمر والسنابل.. ربما ضجر وأراد الفكاك والخلاص..
لكن الأكيد أن القمر لم يعد هو القمر..
والسنابل تعوي ولا حياة لمن تنادي..
فالحصاد قادم
قادم..
** **
- د. أمل العميري