طفلتي ما زالت تنام
بعد أن أودعت سرًا صغيرًا تحت لعبة ما
أغمضت عيناها بعد أن أفرغت وصيتي لها قائلة:
لا تنسي أن قوة التحقيق تحتضن جزءًا من التحليق
ولن ينسى العالم يوما بأنك كنتِ تسيرين هنا وتلعبين
لن ينسى دموعا قتلت جزءًا كان يجب أن يقتل قبل أن تنضجين
لن ينسى جرحًا جعل قلبك الآن يتنفس
و أنه أخذ منك شيئًا كنتِ تعتقدين بأنه مخرجك الوحيد, لتكتشفي بأنه كان مأزقك الوحيد
لن ينسى معاركك, أوراقك, قصصك, أحلامك.
ونامت دون أن تذكر لي أي لعبة تحمل سري وسرها؟
تركتني إلى أن نكبر سويًّا ونبحث معًا
غطت في نوم عميق كما لو أنني أرهقتها بأرقي المستمر
حول فراشها الكثير من الدمى التي لا تمتلكها, لكنها تشعر بها وحدها
ومذكرة صغيرة تغفى بجانب يديها الممتلئتين
هي ليست المذكرة الأولى
لكنها الأكثر تميزًا
ربما لأنها الأخيرة!
ما لا أقوى على قوله أمامك
أقوله بعد أن غفت عيناك..
سرقتك يا طفلتي من طفولتك
لأقحمك في عالم لا يليق بقلبك الوليد
كنت أتمنى لو أن عالمك كان أفضل
لكنك الآن وصلتِ
وصلتِ قبل الجميع
وصلتِ رغم اعتقادك بأنك سقطتِ
وصلتِ وكل جزء ينبض في قلبي يفخر بك
حزينة أنا, حزينة رغم يقيني التام بأن الحزن الذي أهديتك إياه
هو الذي جعلك تصلين
أحبك وأقولها لك للمرة الأولى أمام الجميع
أحبك, أكتبها وعيناي تغرق.
ربما في وقت ما ننسى أسرارنا يا طفلتي لنصنع غيرها
نمتلك نظرة قاصرة للحياة حين نحزن, فنطلب منها ما يحدث كل يوم رغم أنه يحدث!
تجددي ولا تتغيري
ضعي قلبك أمام عينيك حين تعبري
رفقاً به فقد أصابه ما أصابه من الحياة
عانقيه, لا تفلتي يداه
هو جوهرك إن كنتِ لا تعلمين.
** **
- إيمان الحميّد