حسناء مرت في جواري عابرة
بهرت ملامحها عيوني الحائرة
سكنت فؤادي واستبد بي الهوى
في مشيها خطو الغزال الفاخرة
والصوت داعٍ للغرام وفتنة
أحببت أوله اللذيذ وآخره
ناديتها طمعًا بكسب ودادها
فجرت مغادرةً بضعفي ساخرة
يا حلوتي لبي رغائب شاعرٍ
ترعى حشاشتَه العيون الجائرة
سمراء أطغاها الجمال وغرها
فيما تشاء من الملاهي سادرة
حضرت أناقتها وغاب سخاؤها
بذنوب تحطيم القلوب مجاهرة
قد كنت آمل أن أصير حبيبها
ونعيش في العمر العهود الزاهرة
لا ينعش الغزل العفيف شعورها
كم شاعرٍ كسرت يداها خاطره
خضنا الوغى فتجرحت أسيافنا
منها وعادت بالغنيمة ظافرة
ببراءة الوجه الجميل تعلقي
والبسمة العذراء ملأ الذاكرة
أنا من محاسنها ابتداء مشاكلي
هل ينقذ الزمن الحظوظ العاثرة
آنست نارا في شذى نظراتها
وشهابها قبس بحثت مصادره
ما أدفأتني بالتواصل إنما
كانت بإيقاد الحريق مفاخرة
لي من حياة المغرمين جحيمها
و لها الجنان الوارفات الناضرة
محبوبة ترضى هلاك حبيبها
لعابة بين العباد مغامرة
تبني سعادتها بهدم سعادتي
كانت إلى حظر الوصال مبادرة
أين اللقاء وأين ما وعدت به
من عشرة الدنيا وحشر الآخرة
كذبت علي ووظفتني عندها
من غير أجرٍ للظروف القاهرة
لكنني رغم الشقاء أحبها
تبًّا لها من فظةٍ متآمرة
** **
- حازم الجبرين