د. حسن بن فهد الهويمل
(الثلوثية.. ودارتها) حلقة مضيئة في سلسلة المؤسسات الثقافية في وطن يعج بالحركة العلمية والأدبية والثقافية.
وطن لا يعرف التثاؤب، ولا نعرف قدره حتى نبرحه إلى غيره (وبضدها تتميز الأشياء).
أحد إصدارات الدار المتميزة (تاريخ الحفظ)، وهو من نوادر المؤلفات؛ ومن ثم يعد إضافة مهمة في تاريخ الرجال؛ يتقصى حفظة المتون.
ألَّفه طلعة، كنت أعده من طلاب الأمس، وزملاء اليوم، وأساتيذ الغد (ولله في خلقه شؤون).
منصور بن عبدالله المشوح من أسرة تتعدد مواهب أبنائها، وتتنوع اهتماماتهم.
تلقيتُ الكتاب هدية من (أبي عبد الله)، وكنتُ أظنه رقمًا فارغ المحتوى، وعندما استعرضتُ مفاتحه شدني إليه ولعي بالتراث.
لقد تقصى الحفظة في مختلف الفنون، ووطأ لكل فن بمقدمة تشد الانتباه، وتضيء عتمة السبيل.
الكتاب محسوب على (علم الطبقات) و(علم الرجال).
ولربما أنه لم يسبق إلى مثله، وعسى أن يقتفي أثره من هو خير منه؛ لشرح غامضه، وبسط موجزه، واستدراك فواته.
لقد تقصى الحفظة، وأبان عن أهمية الحفظ، وملكته المهمشة، وتفنيد خطل المقللين من أهميته، فالرواية، والدراية ببعض آثاره، واختصار المتون، ونظمها بعض آلياته.
اتخذ المؤلف منهجًا صارمًا، استمد لحمته وسداه من مناهج المؤرخين، وعول على الفهارس الشاملة والدقيقة مستبعدا حفظة القرآن لوجود معجم لهم مطبوع.
إنه بحق إضافة تراثية.. ويبقى خطوة أولى رائدة، عسى أن تستدرج عشاق التراث لمزيد من الإضافة.
ما أود فهمه عدم الرجوع إلى (سير أعلام النبلاء) على الرغم من أهميته.