د. عمر بن عبدالعزيز المحمود
أَغـوَيــتُ قَـلبـي بِحُـبٍّ زَائِـــفٍ.. فَـأَبـَـى
وَرَاحَ كـي يمتـطـي خَيـلَ الهَـوَى.. فَـكَـبـَا
وَقُـلــتُ لِلعَـيـنِ: أَشـوَاقِـــي تُـؤَرِّقُــنِــي
فَلـتَـذرِفِـي.. غَـيـرَ أَنَّ الدَمـعَ مَا انـسَـكَـبَـا
فَطِرتُ لِلحَـرفِ.. عَــلَّ الحَـرفَ يُسعِـفُنِـي
كَـي يَـنـثُـرَ الحُــبَّ أَلـوَانـاً.. فَـمَـا كَــتَــبَا
لَـمَّـا رَأيـــتُ دُمُـوعِــي لا تُـطَـاوِعُـنِــي
وَالحَرفَ لا يَكـتَـوِي.. والقَلـبَ مُكـتَـئِـبَـا
آمَـنــتُ أَنَّ الهَــوَى مِـن قَـبـلِـهَا كَـــذِبٌ
كَـمَــا غَـدَا كُــلُّ حُـبٍّ بَـعـدَهَـا كَــذِبـَا
* * *
إِنـي أُحِبُّـكِ يَــا (لَيـلَـى).. فَلا تَسَــلِــي
عَــنِ الفُــؤَادِ.. فَـقَــد أَضـرَمـتِـهِ لَـهَـبَـا
إِنـي أُحِـبُّـكِ.. وَالخَــفَّـــاقُ تُــحــرِقُــهُ
نَـــارُ الغَـــرَامِ إذَا مَــا زِدتِــهَـا حَــطَـبَـا
إِنـي أُحِـبُّـكِ.. وَالأَشــوَاقُ شَــاهِـــــدَةٌ
وَطَيـفُ عَينَـيـكِ يَطـوِي الذِّكـرَيَاتِ صِـبَـا
سَـلِـي النُـجُـومَ عَن الأَجـفَـانِ تَـرقُـبُـهَـا
وَالبـَدرُ يَـضحَـكُ مِـنـهَا كُــلَّـمـا اقـتَـرَبَـا
سَـلِـي الدُّجَـى وخُيـوطَ الفَجرِ إِذْ طَلَـعَت
سَـلِـي الكَـوَاكِـبَ والأَفـــلاكَ والشُـهُـبَـا
سَـلِـي الصَّـبَـابَةَ يَا لَيـلَـى.. فَقَد نُسِـجَـت
فيـهـا الحُــرُوفُ إِذَا كُـنــتِ لهَـــا سَبَــبَــا
سَـلِـي الدُّنَـا وَالرُّبَـى عَــن عَـاشِـقٍ وَلِـــهٍ
قَـد ظَـنَّ يَـومَــاً بِـأَنَّ الحُــبَّ قَـد غَــرَبَــا
عَـن شَـاعِـرٍ لَـم يَـذُقْ طَـعـمَاً لأَحــرُفِـــهِ
وَلَم يَكُـن - قَــطُّ - مِن كَـأسِ الهَـوَى شَـرِبَا
سَـلِـيـهِـمَا عَـن وَحِــيــدٍ سَـارَ مُـغـتَـرِبَـاً
نَحوَ الضَّيَاعِ وَأَمـضَـى العُـمـرَ مُـغـتَـرِبَـا
* * *
لَيـلَـى.. وَتُـنـشِـدُهَا الأَطـيَــارُ أُغـنِــيَــةً
فَـيزدَهِـي الروضُ مِـن تَغرِيـدِهَا طَـــرَبَـا
لَيـلَـى.. وَأَشـدُو بِهَـا فـي كُــلِّ قَـافِـيَـــةٍ
فَـيـرقُصُ الشِّعـرُ مَـفـتُــوناً وَمُـضـطَــرِبَا
لَيـلَـى.. وتَـحمِـلُـهَـا الأَنـسَـامُ غَـانِـيَـــةً
في هَـدْأَةِ الكَـونِ تَـهفُـو.. تَـنـثُـرُ العَـجَـبَا
فَـيَـعـزِفُ الشَّـوقُ أَلـحَـانَ الهـوَى حُلُمَـاً
في زَورَقِ الحُـبِّ.. لا يَـشـكُـو لَـنَا التَّـعَـبَا
* * *
يَا عَـاذِلِـي في الهَوَى.. مَهلاً.. فَفِي كَبِـدِي
جَـمـرٌ تَلَـظَّـى يُـحِـيـلُ الصَّـدرَ مُلـتَـهِـبَا
يَا عَـاذِلِـي.. هَـل رَأيـتَ البَـدرَ مُكتَـمِلاً
يُهدِي إِلى الكَونِ سِحـرَاً يَـفـتِـنُ السُّحُـبَا؟
أَم هَـل رَأيـتَ شُـعَـاعَ الشَّمـسِ تُـرسِلُـهُ
نَـحـوَ الفَـضَاءِ.. فـيُمـسـِي لَونُـهُ ذَهَـبَـا؟
مَـا كُــلُّ ذَلِـك إِلا بَـعــضُ بَـسـمَـتِـهَـا
فَكَيفَ إِن ضَحِكَت؟ أَو أَرخَتِ الحُـجُبَا؟
مَا كُنتُ أَعرِفُ حُـبَّـاً قَـبـلَ طَلـعَــتِـهَـا
وَاليَـومَ أضحَـى فُــؤَادِي لِلغَــرَامِ أَبَــا
* * *
مَـا طَيـفُ ذِكـرَاكِ يَا لَيـلَـى سِوَى أَمَـلٍ
أَضحَى سَبـيلُ الهَـوَى مِن دُونِـهِ خَــرِبَا
لَن يَرسُـمَ الشِّعرُ يَا لَيـلَـى حِـكَـايَـتَـنَـا
وَلَــو أَقَــامَ سِـنِـينَـاً يَـمــلأُ الكُـتُـبَــا
لَن يَكتُبَ الحَـرفُ فَصـلاً مِـن رِوَايَـتِـنَا
فَالحُبُّ لَيـلَـى.. وحُبُّ العَاشِقِـينَ هَـبَا