م/ نداء بن عامر الجليدي
مع التوسع في المشروعات المعمارية والعمرانية ومع المزيد من المشروعات الجذابة والمميزة تذكرت في السابق بعض المشاريع تحمل لوحة بأبعاد محددة عليها اسم المهندس المعماري وقد يوجد معها لوحة أخرى تحمل اسم المقاول الذي أقام البناء وكنا كشباب معماريين عندما نذكر عنوانًا من العناوين نصفه بأنه في الشارع الذي توجد به عمارة فلان زميلنا مصممها وكان من السهل الوصول إلى العنوان الذي يقع به تلك التحفة المعمارية وتحمل اسم زميلنا المصمم.
ومؤخرًا بدأت صحوة معمارية عمرانية جديدة خلال الأعوام القريبة الماضية وملأت أجهزة الإعلام والصحافة الإعلانات عن المشروعات لمبان سكنية كانت أو أي مبنى آخر أو حتى مشروع مخطط عمراني وقليلاً ما يذكر اسم المصمم لهذه المشروعات خاصة إذا كان سعوديًا وكان صاحب المشروع سواء كان حكومة أو قطاعًا خاصًا يتصور أن ذكر المصمم أو المصممين هو نوع من الدعاية لمن يدفع ثمن الإعلان وهذا خطأ يقع فيه الجميع.. فذكر اسم المصمم يضع عليه مسؤولية العمل ليس أمام صاحب العمل وحده وليس أمام الجهة الإدارية المنوط بها الترخيص.. وإنما أمام مستخدمي المبني والمتعاملين معه بخلاف أن لائحة مزاولة المهنة التي أقرتها الهيئة السعودية للمهندسين منذ أعوام بعيدة تعطي الحق للمهندس في وضع لوحة تحمل اسمه بأبعاد محددة فوق المبني الذي صممه.. وبخلاف ما ترتب أيضًا على حق الملكية الفنية والأدبية الذي كفله له القانون.
لقد تلاحظ لي ذلك عند افتتاح بعض المشروعات الإبداعية الجميلة بقيادة مهندس رؤية 2030 الأمير محمد بن سلمان، ولم يذكر من تلك الجهات اسم المصمم أو المخطط العمراني لذلك المشروع بل حتى لا يحق له عرض منتجه العمراني والمعماري أمام واضع حجر الأساس لمشروع تلك الجهة ويكتفي بعرض المشروع من قبل الوزير أو وكيل الوزارة رغم أن خلفيته العلمية غير هندسية.. وهذا ينعكس على المنتج الهندسي مستقبلاً لأن المهندس يعرف القيمة السلبية لتجاهله في بعض الجهات سواء حكومية أو خاصة لذا عزيزي القارئ لو سألنا أنفسنا من هو مصمم قصر الحكم أو مركز الملك عبدالعزيز التاريخي أو حتى أهم معلمين لدينا بالسعودية تم توسعتهما وتطويرهما الحرم المكي والحرم النبوي من هو قائد العملية التصميمية بهما ومن وضع الأفكار التصميمية لهما... القضية ليست قضية المبدعين المعماريين ذوي الخبرة فقط ولكنه حق الشباب الجديد الذي تحمل مسؤولية كثير من الإبداعات المعمارية التي نراها في إعلاناتنا دون ذكر لمبدعيها لنضع على عاتقهم مسؤولية استمرار مسيرة الإبداع ليبدعوا في عمران المستقبل عمرانًا أفضل مما تركناه لهم... ودمتم بود.