أحمد المغلوث
منذ تأسس هذا الكيان الشامخ (المملكة العربية السعودية) على يد الموحّد -رحمه الله- والمملكة تسعى دائمًا لدعم الدول الشقيقة وشعوبها سواء أكان دعمًا ماديًّا أو معنويًّا أم حتى المشاركة الفعلية في الوقوف بجانبها وبصورة دائمة خلال أزماتها أو ما قد تواجهه أحياناً من تحديات داخلية أو خارجية.
ومن هنا قامت المملكة بالمشاركة في تأسيس الجامعة العربية عام 1945. هذه الجامعة التي دعمتها المملكة ومنذ اللحظات الأولى لتأسيسها. وعلى نفس النهج سار قادة المملكة أبناء المؤسس -رحمهم الله جميعًا- وحتى هذا اليوم الذي نجد فيه كيف تحظى الجامعة العربية باهتمام ودعم كبيرين من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمين سمو الأمير محمد بن سلمان. وها هو ملكنا المحبوب يبعث بوفد وزاري كبير إلى السودان تضامنا مع هذا البلد الشقيق في مواجهة التحديات الاقتصادية المؤسفة الراهنة والتي تسببت في وقوع الاضطرابات والمواجهات ما بين الشعب السوداني وقيادته.. وكان خادم الحرمين الشريفين -أمد الله في عمره ومتعه بالصحة والعافية- قد أكد أن أمن السودان أمن للمملكة واستقراره استقرارها، ومن هنا نجد أن المملكة دائماً وأبداً عوناً لا للسودان فحسب وإنما للعديد من الدول الشقيقة وحتى الصديقة. وكما جاء في الأخبار أن المملكة قدّمت أكثر من 23 ملياراً قروضاً للعديد من المشروعات التنموية في السودان وهي بلا شك تعزِّز روابط الأخوة والتعاون ما بين الدولتين الشقيقتين.. هذا الموقف المشرف الذي تعودت عليه المملكة تجاه الدول الشقيقة فيما قد تواجهه يوماً ما. مئات المليارات قدمتها المملكة كهبات أو مساعدات أو قروض ميسرة كان هدفها المحافظة على الأمن والاستقرار والمساهمة في التنمية في هذه الدول، انطلاقًا من مسؤولياتها التاريخية والإنسانية والعربية تجاه هذه الدول.
ولسنا هنا في مجال كشف أسماء الدول التي ساعدتها المملكة في العقود الماضية وأخذت كما يُقال بيدها إلى بر الأمان والاستقرار، بل ساهمت في تعافي اقتصادها من خلال ضخ المليارات في مشاريع تنموية واقتصادية استطاعت هذه الدول استثمارها الاستثمار الأمثل، وحققت من خلال ذلك تنمية متنامية فيها. حدث هذا ويحدث دائماً في صمت إلا ما تسرّب من خلال الإعلام. المملكة مثل الإنسان المؤمن الخير؛ يدفع بيده اليمنى ولا ترى ذلك يده اليسرى. والهدف هو هدف خير وعطاء من أجل خدمة شقيق لشقيقه.. ومن أجل أن تكون كل دولة شقيقة نموذجاً للدولة الآمنة المطمئنة والمستقرة في ظلال استقرار أمني يشعر به كل مواطن بأنه يعيش بعيدًا عن الاضطرابات والمعاناة الحياتية وخصوصاً أن العديد من هذه الدول تمتلك إمكانات وثروات مختلفة تحت الأرض وفوقها مع كثافة سكانية كبيرة تستطيع من خلال ذلك أن تحول أراضيها إلى جنات تجري فيها الأنهار وأن تكون نموذجًا رفيعًا للدولة التي تعمل وتفعل وتسمو بإنسانها ليشار لها بالبنان كما فعلت دول لم تكن لديها يومًا ما مالاً في بنوكها كما فعلت ماليزيا وسنغافورة والأرجنتين... إلخ.. وماذا بعد؟ شكرًا لوطني (السعودية العظمى) على وقفتها مع السودان الشقيق في أزمته؟!