إبراهيم عبدالله العمار
بعض الناس يتجنب الرياضة شتاءً، وأما الآن وقد بدأ الشتاء يغادر فما رأيك أن تمارس المشي أو السباحة أو كرة القدم بشكل مستمر؟ بالإضافة لأنها أنشطة ممتعة في ذاتها إلا أن لها فوائد صحية ضخمة ليس للجسد فقط بل للمخ، وتحمي من أمراضه، كما سرد الدكتور جون ريتي لبعضها، فمن فوائد الرياضة المستمرة للمخ:
- تحسن مزاجك. الرياضة تستجلب المزيد من النواقل العصبية التي تعزز جزءاً من المخ يسمى الحصين وتحميه من الضمور الذي يسببه القلق والاكتئاب. إضافة لهذا فإن إبقاءك لمزاجك طيباً يقلل فرص الإصابة بالخرف.
- ترفع الحد الأعلى لتحمّلك للضغط. الرياضة تكافح الآثار التسميمية للكورتيزول الزائد (هرمون الضغط)، وهذه الزيادة تنتج من دوام الضغط الذي يمكن أن يجلب الاكتئاب والخرف. الرياضة أيضاً تدعم النواقل العصبية ضد زيادة سكر الدم والجذور الحرة ومادة غلوتاميت المهيِّجة، وهذه العناصر ضرورية لكنها تضر إذا تُرِك لها الحبل على الغارب، فتتجمع المخلفات وتلوّث آلات الخلايا وهذا ينتج أشياء خطرة مثل بروتينات متضررة وأجزاء مكسورة من الحمض النووي التي تُحدث عملية موت الخلايا التي هي من صفات الشيخوخة، والرياضة تجعل البروتينات تصلح الضرر وتؤخر العملية.
- تقلل السمنة. إضافة إلى أن السمنة تضر الجهاز الوعائي القلبي وكذلك الأيضي فإن الشحم له أضرار على المخ. مجرد كون الشخص زائد الوزن يزيد فرص الخَرَف بنسبة الضعف، وإذا كان هناك ضغط دم وكولسترول مرتفع (كثيراً ما تأتي مع السمنة) فإن فرص الإصابة تزيد 6 مرات.
- تزيد مطاطية المخ. أفضل طريقة للحماية من أمراض المخ: تقويته. الرياضة الإيروبيك كالمشي والهرولة إلخ تحقق هذا بتقوية الروابط بين خلايا المخ مما يصنع المزيد من الوصلات العصبية والتي توسع شبكة الاتصالات وتصنع خلايا جذعية جديدة تنقسم وتتحول إلى نواقل عصبية في الحصين. تحريك الجسم يجعل المخ ينمو باستمرار بزيادة مواد ضرورية لمطاطية المخ ولعملية صنع الخلايا، وهما عمليتان تتقلصان مع السن. انقباض العضلات يفرز مواد تذهب من الجسم للمخ وتدعم تلك العمليات. هذه التغييرات في تركيب المخ تحسن قدرته على التعلم والتذكر وأداء عمليات عقلية أعلى وكذلك على التحكم بالمشاعر. كلما كانت الاتصالات أقوى وأنشط صار مخك أقدر على تحمل أي ضرر يحصل له.