د.ثريا العريض
يقنعني هدهدٌ أتاني بعلم اليقين:
هنا تنتهي الرحلة القاهرة
* * *
وصلتُ إلى ما حلمتُ
ولم أستحل ومضةً في الظلال
ولا دمعةً نافرة
* * *
ها أنا حقا بقصر المرايا
يمر بي الزائرون لطافاً
بأعينهم غبطة
ينثرون ابتساماتهم والتحيات.. يمضون
أبقى هنا في الزمان الجديد
وميض الطيوف القدامى السعيد
يعود ويمحو كوابيسَ أمسِ البليد
* * *
نعود لقصر الحكايا العتيد:
أين هو الخوف؟
كيف استدار المسار
وأصبح طوق أمان؟
كنت أخاف السؤال
أخاف الإجابات
أحمل هم المتاهات
يحاصرني فزع التيه والأسر في حلقات المكان
دائرةٌ خائرة تلو دائرةٍ حائرة
مصيدة اللا أمان
كالسيل يحملني حيث لا أتبين وجهة دربي
وكالسيف يقطعني الوقت
ثلماً بطيئاً مريعا ..
بمصيدة اللا نهاية؛
رعب انتثار الشظايا
احتمال التبدد في اللا مكان
أشباح عجز الحروف وعيّ البيان
* * *
أسئلة الكون تحملني لانبثاق البداياتِ
أمّا تهدهد طفلا على صدرها يستكين
يرحب بالدفء حين تناغيه بالاسم
بالابتساماتِ .. بالأغنيات
Twinkle Twinke Little Star
How I wonder what you are
أهزوجة للنجوم البعيدة
تتوالد مثل البراعم
للحب يولد مثلي مضيئاً بحلمي
بوجهك يا فرحة الروح, يا ابني
في الليل, في الصبح,
في القلب, في الهدب
مزدهرا في عناق المرايا الرفيقة
يحملنا للأمان
* * *
وها أنا فوق الغمام تعانقني النسمات
أخطو على القمة الزاهرة
* * *
هدهد المستحيل الجميل
هنا سالما يستكين
هي اللحظة الباهرة