فهد بن جليد
أقترح أن تتبنى وزارة التعليم مشروعاً بديلاً للمقصف المدرسي يشترك في تأسيسه الطلاب مع بداية العام، بحيث تتحول المقاصف المدرسية إلى ما يشبه «مطاعم الميز» أو البوفيه المفتوح التي تقدم وجبات إفطار طازجة وغنية ومُشبعة ومُفيدة للطلاب، هذا المُقترح سينعكس على صحة الطلاب أولاً، و على التزامهم أكثر بالنظام في البيئة المدرسية، وسينمي لديهم الإحساس بالمسؤولية وحرية اتخاذ القرارات الصحيحة للاختيار بين الأطعمة المطروحة. فالفوضى التي يعيشها الطلاب اليوم في الفسحة المدرسية والتسابق نحو المقصف بطريقة عشوائية غير صحيح وغير تربوي، تحويل المقاصف المدرسية إلى مطاعم صحية سيقضي على بيع الطلاب والطالبات الحلويات والمشروبات الغازية وأكياس البطاطس «الشيبس» الضارة بالخفاء - خصوصاً في المدارس الأهلية - فتغذية الأطفال في المدارس لم تعد صحية، رغم محاولات وزارة التعليم إصلاح الأمر، إلاَّ أنَّ إصدار التعاميم والمنع وحدهما لا يكفيان إذا لم يرافقهما مُتابعة ورقابة حقيقية وجادة، أسأل ابنك أو ابنتك ماذا يشتريان من هذه المقاصف؟ لتكتشف حجم المُشكلة والخطر الغذائي.
لدينا تجربة في مدارس بعض الدول الخليجية التي بدأت في إلزام تقديم التمر ومُشتقاته ضمن التغذية المدرسية «بأسعار رمزية» للطلاب، لفوائده الصحية على صغار السن تحديداً، هناك أفكار كثيرة لتطوير واقع المقاصف المدرسية، ما نحتاجه اليوم هو تفعيل هذا التطوير بشكل صحيح. كنَّا نأمل سابقاً في تشغيل المقاصف المدرسية من قبل الأسر المُنتجة السعودية «كأمنية» لم تتحقق بالشكل المأمول بسبب عوائق مُشتركة بين وزارة التعليم ووزارة العمل والتنمية الاجتماعية، الأسر المُنتجة بديل آمن للواقع المُعاش اليوم، فإذا لم نستطع تفعيل ذلك فما المانع في البحث عن حلول بديلة أخرى يمكن تطبيقها؟.
أتمنى أن تفكر وزارة التعليم جدياً في إعادة بعض المُميزات التي كان يحصل عليها الطالب سابقاً «برؤية جديدة» تتوافق مع الاحتياج والإمكانات، علينا أن نعمل على جعل المدرسة شريكاً أساسياً في حياة الطالب وبناء شخصيته، ولنتذكر أنَّها قديماً كانت تقدم له الملابس الرياضية والتغذية المدرسية جنباً إلى جنب مع الكُتب المدرسية مجاناً، قبل أن تُشكِّل مُتطلباتها همَّاً يثقل كاهل الأب والطالب في آن واحد، وتتحول مقاصفها إلى خطر يهدِّد حياة الطلاب.
وعلى دروب الخير نلتقي.