حمّاد السالمي
* استأنف مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة: (خالد الفيصل)؛ جولاته وزياراته السنوية والدورية لمحافظات منطقة مكة المكرمة قبل عدة أيام فارطة. أبناء وبنات محافظة الطائف؛ ينتظرون فرصتهم القادمة في لقاء سموه وبثه همومهم ومطالبهم فيما يختص بالمزيد من مشاريع تنموية للطائف. الطائف التي هي عاصمة المملكة الصيفية منذ عهد المؤسس والموحد (الملك عبدالعزيز آل سعود) رحمه الله.
* يأتي على رأس جدول زيارات أمير منطقة مكة المكرمة لمحافظات المنطقة كما جرت العادة؛ الوقوف على مستوى الخدمات العامة المقدمة للمواطنين حكومية أو خاصة، ومتابعة ما يقام وينجز من مشاريع تنموية، واقتراح ما تدعو إليه الحاجة من مشاريع جديدة، وتتسم لقاءاته مع المسؤولين والأهالي بالشفافية التي تضع كل صغيرة وكبيرة على المحك، فيأتي بعد ذلك دور المساءلة والمحاسبة من أعلى الهرم الإداري إلى أدناه.
* حظيت الطائف بمشاريع تنموية مهمة في عقودها الفارطة، خدمت كل احتياجات الناس الاقتصادية والسياحية والصحية والاجتماعية والثقافية، ولعل أشهر مرحلة تطويرية شهدتها الطائف؛ كانت قبل أربعة عقود، عندما كانت تتهيأ لاستضافة القمة الإسلامية الثالثة التي عقدت بها في شهر ربيع الأول من عام 1401هـ. لقد تحولت الطائف في ستة أشهر فقط إلى مدينة أخرى، فعرفت لأول مرة قيام ثلاثة فنادق خمس نجوم، وعرفت ثلاثة طرق سريعة مزدوجة بينها وبين الهدا والشفا والمطار، وكذلك عددًا من الأنفاق والجسور والحدائق وخلافه. أنا شاهد على هذه المرحلة؛ التي نقلت الطائف إلى الأمام كما لم يحدث لغيرها من المدن.
* إن الطائف التي تنتظر لقاء الأمير في الأيام القادمة؛ هي طائف ما بعد الطفرة العمرانية تلك. طائف المليوني نسمة، وعشرات الأحياء الجديدة، والمراكز الإدارية الكثيرة، ومئات القرى المحدثة حولها، وتزايد الطلب على الخدمات العامة.. بلدية وكهربية ومائية وهاتفية وغيرها كثير. فالطائف حسب المعطيات السكانية والجغرافية والإدارية؛ هي أكبر محافظات المملكة، وهي لو كانت منطقة إدارية؛ لاحتلت المركز الرابع بين مناطق المملكة، ويكفي أن حيًا واحداً من بين أحيائها الذي هو (حيّ الحَويّة)؛ يبلغ عدد سكانه أكثر من (350 ألف نسمة)، ما يزيد على تعداد أكثر من منطقة إدارية في المملكة.
* ولأن الأمير (خالد الفيصل) ليس طارئًا ولا جديدًا على الطائف، فهو ابنها الذي تلقى علومه الأولى بمدارسها، وهو شاعرها الذي تغنى في وجّها، وشهارها، وجمال طبيعتها الخلاب، وهو أميرها الذي واكب نهضتها التطويرية في سياحتها وثقافتها وتجارتها، وهو الذي أوصى واقترح وتابع الكثير من مشاريعها: (الطائف الجديد- قرية عكاظ الثقافية- المدينة الصناعية- المطار الدولي)، وتولى دعم البرامج والمبادرات الشجاعة والطموحة لجامعتها الفتية.. نأمل منه اليوم؛ تحريك ما ركن وسكن من مشاريع لم تكتمل، وأخرى لم تر النور بعد، وخدمات لا تصل لأحياء جديدة ظهرت على أطراف الطائف.. خدمات بلدية، وخدمات ماء وكهرباء وهاتف على وجه خاص.
* يعجبني في أبناء وبنات الطائف حبهم المفرط لمحافظتهم، وتحيزهم المحمود لها، فلا يدَعون مناسبة إلا وهم في المقدمة، يكشفون ويطالبون ويحاورون. ها هم اليوم يضعون أمام أنظارك سمو الأمير؛ مطالبهم وملاحظاتهم، لأنهم يعرفون أنك سوف تلتقيهم وتحاورهم وتسمع منهم كما كنت من قبل. إن من أهم ما يشغل أذهان أبناء وبنات الطائف اليوم؛ هو العمل على تحريك العمل من جديد في مشاريع تطويرية مهمة تعثرت أو توقفت. منها على سبيل المثال لا الحصر: (الطريق الدائري بفرعيه الجنوبي والشمالي الشرقي، وجسور طريق الطائف الجنوب مما يلي لية، ومشروع الطائف الجديد، ومشروع مطار الطائف الدولي، ومشروع الربط بين المنتجعين الكبيرين الهدا والشفا، ونفق المواصلات بين الطائف ومكة تحت الهدا وجبل كرا، والمدينة الصناعية، وتوسعة طريق الطائف السيل الكبير، وإتمام طريق الملك عبدالله، وتوفير الخدمات الصحية والإدارية الأخرى لحي الحوية الكبير المكتظ بالسكان، في حيز جغرافي محدود، يحتاج إلى إعادة تصميم وترميم وصياغة عمرانية وخدمية مناسبة).
* هنا الطائف؛ محافظة الحب والعشق والجمال:
انا شاقني بالحيل منظر حمام شهار
صلاة العصر يوم انحدر باسفل الوادي..
لحظني شبكني ثم قفّى وانا محتار
دفعني غرامي له على غير معتادي..
تطاير حمام الشوق والقلب مني طار
تلاعب جناحه بالهوى لعب بفوادي..
أنا امّا حصلي يا سعد يمهم مسيار
تراهم سبب ذبحي إلَى جاك نشَّادي