سعد بن عبدالقادر القويعي
تأكيد -وزير الدولة للشؤون الخارجية- عادل الجبير، خلال محاضرة ألقاها في مقر أكاديمية الإمارات الدبلوماسية بالعاصمة الإماراتية أبوظبي -قبل أيام-، بأن: «دول التحالف لم تكن تريد الحرب، بل فُرضت عليها فرضًا؛ بسبب ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران, وانقلابها على الشرعية»، دليل على سعى إيران الخبيث إلى فرض نفوذها، وهيمنتها على المحيط الجغرافي المجاور لها، ومدى طموحاتها السياسية، والاقتصادية، والتي تعتبر أطماعًا واسعة، تتعدى حقوق الآخرين، وذلك من خلال جره إلى منحى طائفي ديني، قوامه نشر التشيع، ودعم الجماعات الشيعية.
سياسة بث الشقاق، وتفعيل الصراع، وإثارة الفوضى، والأزمات، وإيقاظ الفتن، هي أهداف، ودوافع متفاوتة وراء الأطماع، والتدخلات الإيرانية في شؤون دول المنطقة، وهو ما يرتبط أساسًا بتعقد طبيعة الصراع، وذلك في إطار السياسة الإيرانية الراغبة في اقتناص الفرص السياسية؛ فضلاً عن إيجاد موضع قدم لليمن في المناطق المتاخمة لمضيق باب المندب؛ من أجل استعادة الهيمنة الفارسية على المنطقة؛ وليغرق على إثره البلد الممزق في وحل الصراعات الطائفية.
كغطاء لنشر الدمار، والخراب في الأرض، فإن العمل وفق التوجه المخالف للشرعية اليمنية، وإرادة شعبها بأي طريقة كانت، يحدد مسار السياسة الإيرانية في اليمن، وصناعة الإرهاب الذي حاولت إيران العمل على تمدده، وإيجاد حالة من الفوضى العارمة، وهو ما أسهم في توسيع دائرة الفرقة بين أبناء الشعب الواحد، والتي يمكن معها إعادة صياغة موازين القوى، والانتقام لهزائم الماضي، - خصوصًا - بعد ظهور جماعة الحوثي، والذي كان ثمرة هذا التوجه الجديد لدى بعض زيدية اليمن.
سينتصر اليمن، وستنتصر إرادة شعبه، وجيشه الوطني، ومقاومته الشعبية، والموقف المشرف لدول التحالف، وسينهزم الإرهاب الحوثي؛ حتى وإن لعبت الحركة دور العامل الأبرز في تمدد إيران، وتوسعها في اليمن، وسيتوقف التدخل الإيراني فيها، وسينتهي مشروعها الرامي إلى تهديد الأمن القومي لدول الخليج، والمنطقة، والممرات البحرية الدولية؛ للحفاظ على أمن، واستقرار المنطقة.