سلطان بن محمد المالك
تزايد الحديث في الآونة الأخيرة كثيراً عن قصور التواجد الإعلامي السعودي في الخارج، وفي الغالب كانت أصابع الاتهام والنقد موجهة بشكل سلبي وكبير لوزارة الإعلام مع إشراك لوزارة الخارجية لنفس الأمر. وإحقاقاً للحق فخلال العام الماضي أطلقت وزارة الخارجية ووزارة الإعلام مراكز إعلامية متخصصة تعنى بالاهتمام بالنشر وتوفير المواد الإعلامية بطرق حديثة ومبتكرة.. فعملت وزارة الخارجية على إنشاء مركز مجهز ومتمكن أطلق عليه مركز الاتصال والإعلام الجديد، وبدأ في تغيير وجه الظهور الإعلامي والمواد الإعلامية بشكل مختلف وجميل بهدف إبراز الأخبار والإنجازات التي تحدث في المملكة، ونشرها من خلال المركز بأساليب وطرق مبتكره حديثه تتضمن الانفوقرافيك والفيديوهات القصيرة وغيرها.
كما قامت بالمثل وزارة الإعلام بإنشاء مركز التواصل الحكومي ومركز التواصل الدولي لنفس الغرض في نشر الأخبار والإنجازات لمختلف القطاعات الحكومية مع التركيز على توحيد الرسالة الإعلامية للقطاع الحكومي. ولكن يعاب على المركز الحكومي تركيزه على الداخل مع الظهور في الخارج على استحياء، ونجح مركز التواصل الحكومي في توحيد الرسالة الإعلامية للجهات الحكومية في الداخل، بينما فشل تماماً مركز التواصل الدولي في أداء مهامه بإيصال الرسائل الإعلامية للإعلام الخارجي على الرغم من الإمكانات المتاحة له من كوادر بشرية وفنية.
بكل تأكيد أن إنشاء مثل تلك المراكز الإعلامية يصب في الاتجاه الصحيح لنقل الرسالة الإعلامية للمملكة للخارج، متى ما تم توجيهها في الاتجاه الصحيح ولكن من المهم توحيدها والربط بينها، أما عملها كجهات مستقلة عن بعضها البعض فلن يخدم الغرض من إنشائها.
في رأيي إن الحل الأنجع والأمثل أن يحدث ترابط وتكامل بين هذه المراكز الإعلامية سواء في الداخل أو الخارج. ولعل الدولة -حفظها الله- أدركت الخلل في تعدد وتشتت تلك المراكز من خلال الأمر السامي الصادر بتنظيم إنشاء مركز جديد (سوف يطلق عليه اسم مركز التواصل والاستشراف المعرفي) يرتبط مباشرة بالديوان الملكي، وسوف يكون المركز الأنسب الذي يستطيع نقل الصورة الرائعة عن المملكة في الداخل والخارج. والغرض من إنشاء هذا المركز تفعيل التواصل والاستشراف المعرفي من خلال جمع وتحليل المعلومات الإعلامية والدراسات والبحوث المتعلقة بالقضايا والظواهر السياسية والاقتصادية والاجتماعية المحلية والإقليمية والدولية ومدى تأثيرها سلباً أو إيجاباً على صورة المملكة.
ومع هذا المركز الجديد من الأفضل عند إطلاقه وبدء العمل به، أن يحدث ضم لكافة المراكز الإعلامية مع مركز التواصل الجديد، وتكون رسالة المملكة للداخل والخارج موحده مع أهمية التركيز على توجيه الإعلام للخارج بشكل أكثر اهتماماً، فنحن بحاجة أكثر من أيّ وقت مضى أن نكون مؤثرين ومتواجدين في الإعلام الخارجي بالشكل المناسب.