خالد بن حمد المالك
منذ مقتل جمال خاشقجي ولا همَّ للرئيس التركي إلا قضية مقتل هذا المواطن السعودي -رحمه الله-؛ فقد انصرف عن الاهتمام بدولته إلى توظيف هذه القضية قاصدًا بها الإساءة إلى المملكة وزين الشباب فيها ولي العهد محمد بن سلمان، بأسلوب فج، وعبارات نتنة، لا تصدر عن زعيم لدولة يحترم نفسه.
* *
ومع أن المملكة لم تنسَقْ إلى ممارسة الأسلوب الأردوغاني نفسه، مع أن لديها الكثير مما يمكن أن تقوله عن جرائم أردوغان في التنكيل بالأحرار من الأتراك، إلا أنها على ما اعتادت عليه في سياساتها وأخلاق قادتها نأت بنفسها عن الدخول في سوق المهاترات التي لا يجيدها إلا مَن هو على شاكلة الرئيس التركي أردوغان.
* *
ومع أن المملكة أخذت بكل الخطوات القانونية، وسمَّت الأشياء بأسمائها، وحددت في أكثر من بيان أسماء مَن قد يكونون أطرافًا في مقتل المواطن السعودي، إلا أن الرئيس التركي لا يريد بأقل من إلصاق تهمة القتل بولي العهد، دون أن يكون لديه من سبب إلا حقده على المملكة وقياداتها.
* *
والغريب المريب أن الرجل مع كل فشل يواجهه في إلصاق التهم بولي العهد، فإن نبرة الصوت، وفقدان التوازن، وممارسة الأكاذيب، تُظهر الرئيس التركي على حقيقته، بأنه يمارس دورًا عدوانيًّا على المملكة، متقمصًا حدث مقتل خاشقجي؛ ليرمي بكل سهام الحقد والكراهية والتآمر على المملكة.
* *
ففيما كان يتحدث من قبل عن أن هناك من أصدر الأمر بقتل خاشقجي، ويتجنب ذكر أي اسم، وإن كان يقصد تلميحًا الأمير محمد بن سلمان، فإنه بعد أن فقد الحجة، ولم يمتلك البينة، أصبح يسمي ولي العهد بالاسم، ولا يكتفي بذلك، بل يصفه بالكذّاب، في أسلوب رخيص، ومنطق أهوج، وتعامل حقير، يرتقي إلى مستوى البذاءة من رجل يقود دولة كبرى هي تركيا بهذه السياسة الرعناء.
* *
وما كان أردوغان يبطنه من حقد دفين على المملكة وقيادتها ظهر الآن واضحًا ومعلنًا، ودون حياء. ربما أغراه مال قطر ليسوق هذه التهم الباطلة عن مقتل المواطن السعودي؛ فراح يهذي، ويقول للعالم ما ينم عن كذب أصيل وراسخ في سياساته وأقواله بحق الشرفاء.
* *
إذًا هذا هو أردوغان، على حقيقته، بلا تحسين أو تجميل في صورته، أو اختلاق لكلام على غير ما هو فيه أو لم يقله، فهو من أدان نفسه وعرّاها، ووضعها موضع الشبهة والتشويه، وليس لدينا نحن من دور فيما توصلنا إليه أكثر من أنها قراءة تحليلية صادقة لتصريحاته المفتعلة والمنفلتة ضد المملكة وقياداتها.