فضل بن سعد البوعينين
كانت ليلة معبرة وجميلة؛ حضر فيها وفد أهالي العوامية المجلس الأسبوعي لصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، أمير المنطقة الشرقية؛ بمناسبة إنجاز مشروع وسط العوامية الذي دُشن منتصف الأسبوع الماضي والذي تحول في زمن قصير من العشوائية إلى مركز للتنمية ورافد سياحي وثقافي وتجاري؛ ومركز للحضارة وأنموذج مثالي لحرص الدولة على غرس بذور التنمية، وحماية المجتمع، وقيادته نحو المستقبل المشرق.
أكد الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز في كلمته بأن «المشاريع التنموية كمشروع وسط العوامية تبهج المحب وتفرح المواطن الصادق، ولكنها في الوقت نفسه تغضب وتزعج الكاره والحاقد والحاسد، ونحن لا نلتفت للوراء ولا للحاسد والكاره والحاقد». كلمات لها دلالاتها العميقة، وتعكس أيضا أسلوب القيادة في تعاملها مع الأحداث بأنواعها ومنها الأحداث الأمنية، وما ينتج عنها من منغصات مؤلمة للمسؤول والقيادة والوطن. ففي الوقت الذي يكون فيه الانتقام سيد المواقف الأمنية في الدول الأخرى، تتعامل قيادتنا بحكمة وتروي مع مواطنيها، فتحمي المجتمع من الخارجين عليه، وتواجه المخربين بحزم، وتقبل التائبين وتعفو عنهم، وتواجه التخريب المتعمد بالتنمية التي لا تبني المكان فحسب؛ بل والإنسان؛ الذي تعتبره ثروة لا تقدر بثمن؛ وسيناريو «وسط العوامية» بمراحله المختلفة خير شاهد على ذلك.
من تابع اهتمام الأمير سعود بن نايف، وسمو نائبه الأمير أحمد بن فهد بن سلمان بمشروع وسط العوامية، منذ وَضع حجر أساسه، يؤمن بأن هذه الدولة قائمة على العدل والإنصاف، وبعيدة كل البعد عن الانتقام، ومنغمسة بشكل شمولي في التنمية التي تعتبرها قاعدة بناء الإنسان والمكان، وتقدم المجتمع، ومن أساسيات حمايته الفكرية والأمنية.
«لا نلتفت للوراء»؛ ترجمة حقيقية لتجاوز كل ما مضى برغم قسوته، لا للوطن ومسؤوليه فحسب، بل ولأهالي العوامية المتضررين من تعطيل التنمية لأسباب مرتبطة بالمخربين الخارجين على النظام، الذين لم تفلح مخططاتهم في سلخ المجتمع العوامي عن بيئته ووطنه وقيادته. وإن كان الأمير سعود بن نايف يترجم في كلمته موقف القيادة من مواطنيها والأحداث المختلفة، إلا أنها أكثر التصاقا بسموه؛ رجل الدولة؛ الذي أثبتت الأعوام الماضية قدرته الفائقة على إدارة الأزمة وفق رؤية إدارية، تنموية وأمنية حصيفة؛ أثبتت الأيام نجاعتها في تحقيق الأهداف الوطنية، والمحافظة على تماسك المجتمع وانحيازه بشكل تام للقيادة في مواجهة المخربين، الذين لم يجدوا من يحتضنهم بعد أن لفظتهم العوامية ومحافظة القطيف، وأحاطت بهم قبضة الأمن من كل جانب.
أختم مستشهدا ببعض أبيات «المقنع الكندي» التي جاء فيها؛
وإن بادهوني بالعداوة لم أكن
أبادهم إلا بما ينعت الرشدا
ولا أحمل الحقد القديم عليهم
وليس كريم القوم من يحمل الحقدا