فهد بن جليد
السعوديون والفضاء قصة يذكرها العالم جيدًا، تتكرر فصولها وصفحاتها المشرقة في كل مرة يتم فيها تحقيق إنجاز جديد للوطن في مجال الفضاء، ومع إعلان المملكة أمس الأربعاء نجاح إطلاق أول قمر صناعي للاتصالات (SGS-1)، يقدم تطبيقات متعددة، مملوك لها من مركز غويانا الفرنسي للفضاء، تكون مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية وكوادرها الوطنية قد حققت إنجازًا جديدًا للوطن، يتوافق مع الخطوات الواثقة نحو تحقيق رؤية المملكة 2030، وخصوصًا أن إدارة وتشغيل هذا القمر الجديد سيتمان بواسطة كوادر وطنية شابة ومتعلمة ومؤهلة. في أقل من شهرين يعد هذا ثاني حدث سعودي يتعلق بإطلاق أقمار للفضاء؛ ففي ديسمبر الماضي تم إطلاق القمرين السعوديين (ساتA5،B5)؛ وهو ما يعني أن خطواتنا نحو الفضاء ليست مصادفة بل مستمرة ومتواصلة بخطى ثابتة، وبعقول وكفاءات سعودية مشرفة.
القمر السعودي الجديد بات يعرف بـ«فوق هام السُّحب» بعد اختيار سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- شطر الأغنية السعودية الأشهر؛ ليكون توقيعه على آخر قطعة تم تركيبها في القمر، وهذا له دلالة كبيرة وعميقة على عزيمة السعوديين، وكيف ينظرون لوطنهم بمثل هذه المنجزات التي تحقق وتعكس معاني أبيات تلك القصيدة والأغنية التي رافقت الأجيال السعودية منذ ثلاثة عقود، وارتبطت بلحظات النجاح والنصر التي نرد بها على كل المشككين بقدرات هذا الوطن العظيم وأبنائه.
في ديسمبر الماضي تمنيت أن تحظى مثل هذه المناسبات والإنجازات بتغطيات إعلامية واسعة حتى يعرف العالم صورة (السعودية العظمى)، ومنجزات شبابها، وحتى تجهض مثل هذه الأخبار السارة والمشرفة عمليات التشويه والحملات المتعمدة والمسعورة ضد بلادنا. واليوم (إضافة) مثل هذه المنجزات الوطنية واللحظات التاريخية إلى المناهج التعليمية مطلبٌ وطني وتعليمي، يتوافق مع منجزات فضائية أخرى للمملكة، أولها تسجيل أول رائد فضاء عربي في رحلة (ديسكفري الشهيرة) عام 1985م، وليس آخرها تأسيس الهيئة السعودية للفضاء التي نتطلع لدورها بكل ثقة في هذا الجانب.
وعلى دروب الخير نلتقي.