خالد الربيعان
عزيزي القارئ، أحب أن أقول لك وأبشرك أن عصر كرة القدم الجوراسي، عصر الديناصورات في طريقه إلى الزوال، والمنهج السائد الآن مفرداته اختلفت، قيم اللاعبين -مقدار الديون - قيمة الأصول - مقدار المال باسم النادي في البنوك - القوة التمويلية للملاك والمستثمرين، كلها تعطي رقمًا في النهاية، مؤشر: عليه تقاس قوة الأندية الآن!
الأداة أو المقياس الذي عليه تصنف الأندية الرياضية أصبح حديثًا جديدًا، يعبر ويترجم ما نراه الآن على الساحة الرياضية وبخاصة كرة القدم، وأسلوب إدارة الأندية الرياضية، العصر اختلف تمامًا بموضوعية،
ومن لا يزال يفكر بأسلوب الـ: دعم، الصفقات السوبر «إعلاميًا» فقط، عدم الشفافية في الأمور المالية والميزانيات، ترك القضايا أو المستحقات غير عابئ لها، الاستقواء بأذرع إعلامية وبوجوه إعلامية معينة» جوقة المطبلين و»أطباء التخدير» الذي يخدرون الجماهير بالوعود والكلام المعسول والإنجازات التي لم تحدث، بل إنجازات تخضع لمنطق «خيل إليه من سحرهم أنها تسعى»، إنجازات سحرية خيالية سريالية يكتشف الجمهور بعد رحيل إدارة فلان أو علان: أنها كانت «أماني» إن تكن فهي أحسن المُنَى وإن لم تكن فقد عشنا بها زمنًا رغدًا!،
هذا الأسلوب العتيق، بما فيه من زوايا وأركان سلبية أخرى لم نذكرها ولكننا جميعًا نعرفها، هذا الأسلوب والتفكير والطريقة انتهت تقريبًا، وما يتبقى منها آخذ في التلاشئ شئنا أم أبينا، حتى يصل لمرحلة الانقراض، وقتها لن يكون هناك وقت للمتأخرين للعمل بالطريقة الصحيحة.. لأن قانون الانقراض وقتها سيطولهم!
العشرة الكبار عالميًا في الاقتصاد الرياضي والمعلن عنهم قبل يومين تصدرهم مانشستر سيتي الإنجليزي بأكبر رقم في مؤشر «الاستثمار الرياضي» والمشار إلى ترتيبه بـFF100، Football finance 100، بقيم لاعبين تعدت مليار يورو وديون 80 مليونًا، بينما حل باريس سان جيرمان ثانيًا، وبايرن ميونخ ثالثًا وتوتنهام رابعًا ثم أرسنال ثم ريال مدريد السادس نتيجة للديون الكبيرة على النادي البالغة 294 مليون يورو.
نلاحظ هنا دخول التمويل كعنصر مؤثر جدًا، فالسيتي قوة ملاكه التمويلية 647 مليون يورو، وباريس 941 مليون، وهم الأعلى بلا منافس في هذه الناحية، المستثمرون العرب يمولون النادي بصفقات قياسية، ويغطون ديون النادي أولاً بأول، لأجل هذا ولعدل الكفة ابتكر الاتحاد الأوروبي قانون اللعب المالي النظيف، أي تكون مصروفات الأندية لا تتعدى مداخيله.. وإلا!
وروح هذا القانون يمكن أن نستشفها، هي تقول: نحن مع التصنيف الجديد للأندية، والمقياس الجديد لقوتها، ولا اعتراض عليه، ولكن يجب أن يكون السباق متكافئًا ـ فليفربول الموسم السابق وريال مدريد تميزًا في الأداء الفني والمالي أيضًا، وصلا إلى نهائي دوري الأبطال وحققا أعلى مداخيل للبث التلفزيوني من بين كل أندية العالم، لكن المالك لليفربول جون هنري والملكية لريال مدريد الحكومية، ليسا بقوة تمويل الناديين السابقين السيتي وباريس لذلك كان ترتيبهما قبل طرفي نهائي دوري الأبطال المشار إليهما!
وعامة: هؤلاء القوم يغردون خارج السرب!، إنهم قادة موجة التغيير الجديدة في عالم الاحتراف الرياضي بدخول العنصر الاقتصادي فيه وبقوة، لم يقودوه فقط بل هم أبطاله ومتصدري ترتيبه..أيضاًَ!
باختصار..
العناصر المستغلة باختصار هي مفردات الاقتصاد الرياضي على الترتيب: مداخيل البوابات (يوم المبارة/ بيع التذاكر)، ملعب النادي وستاده (حقوق التسمية -الإعلانات)، القميص (الرعاية - شراكة المستلزمات وإنتاج القمصان) - البث التليفزيوني (الدوري -البطولات القارية) - الأعمال التجارية (متجر النادي -المتحف - الإعلانات - التواصل الاجتماعي والتسويق به - الموقع الإلكتروني وزياراته وإعلاناته - قناة النادي - إعلانات نجوم الفريق - حصيلة تجارة اللاعبين بمواسم الانتقالات).