«الجزيرة» - أبوظبي - محمد المنيف:
عاشت صفحة إبداعات بصرية في جريدة الجزيرة لحظات إعجاب اختصرت فيها المسافات للوصول إلى رموز الفن التشكيلي الإماراتي وتاريخه من خلال المعرض المرافق لإعادة افتتاح «المجمع الثقافي» الذي نظّمته دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي تحت عنوان: «الفنانون والمجمع الثقافي: البدايات». الذي أقيم بإشراف من مايا أليسون، رئيس القيمين الفنيين في جامعة نيويورح والمدير التنفيذي لرواق الفن، مع علياء زعل لوتاه، مساعد أمين مقتنيات الفن الحديث والمعاصر، حيث تجلّت فيها تجارب 18 فناناً إماراتياً، قدّموا أكثر من 100 عمل تشكيلي بين لوحات ومنحوتات تمت توزيعها في صالاته بدءاً من البهو الرئيسي بمجموعة منتقاة من الأعمال المعاصرة التي لنخبة من الفنانين التي يعود تاريخها إلى البدايات الأولى من تاريخ المجمع الثقافي لعدد من رواد الفن التشكيلي في الإمارات، وتعرض في هذه القاعة أيضاً مجموعة من المنحوتات العصرية والتكليفات الفنية الجديدة التي تشكلت على يد هؤلاء الفنانين ومواهب الأجيال اللاحقة.
كما تم عرض مجموعة واسعة من الأعمال في القاعة المجاورة والصالات العلوية، لفنانين يعود لهم الأخذ بهذا الفن إلى أعين المجتمع الخليجي وصولاً إلى العالم من خلال المشاركات الدولية لكل فنان من المشاركين رفعوا به هوية الوطن من خلال الحركة التشكيلية في دولة الإمارات، وكانت بداية مسيرتهم الفنية بين أروقة المجمّع الثقافي. كما يضم المعرض سبعة أعمال تكليف حصري، بما يتيح لزوار المعرض فرصة أكبر للتعرّف إلى تجارب هؤلاء الفنانين المبدعين، وأوجه التقارب والاختلاف بين هذه التجارب الفنية في الماضي والحاضر. وسوف يستمر المعرض نصف عام.
عودة متجددة وبرامج
عالية المستوى
وفي لقاء مع الفنانة التشكيلية والباحثة في تاريخ الفن علياء زعل لوتاه، أمين مقتنيات مساعد للفن الحديث والمعاصر في «متحف اللوفر»، خريجة فنون جميلة أكملت دراستها للماجستير في إدارة المقتنيات وتعمل على درجة الدكتوراه في تاريخ الفن في الإمارات التي تحدثت عن علاقتها الحميمية بالمجمع قائلة إن المجمع والمعرض يعتبر بالنسبة لي حدثاً عظيماً عوداً إلى معرفتي الطويلة بالفنانين، حيث قابلت خمسة وعشرين فناناً مقابلات تختص بعلاقتهم بالمجمع، فافتتاح المجمع ليس فقط لإقامة معرض وإنما إعادة إحياء المجمع من جديد عوداً إلى علاقة بين الفن التشكيلي الإمارات وببين المجمع من خلال ما تم عرضه سابقاً في المجمع وهناك أعمال من مقتنيات المجمع فقمنا بالجمع بينهم والأعمال التي لم تشاهد فمثلاً أعمال الفنانين من خريجي القاهرة ضمن البعثات التي قامت بها حكومة الإمارات للعدد منهم عبد الرحيم سالم عبدالرحمن زينل ونجاة مكي ولمهندس محمود الرمحي من خريجي الولايات المتحدة وحسن شريف من بريطانيا المهم أننا حرصنا على أن نستحضر التاريخ التشكيلي الإماراتي من خلال هذا المعرض لتقديمه للجمهور المحلي والزائر من خارج الإمارات فهناك من الأعمال المعروضة أنجزت في الثمانيات منها المنحوتات ومنها الأعمال الزيتية . وحول التعاون مع فنانين من خارج الإمارات قالت الفنانة علياء لوتاه نحن الآن ندرس لفتح المجال للفنانين من خارج الإمارات وهو أمر يسعدنا لكننا الآن في طور إعادة حراك المجمع وإعادة نشاطه المعهود في الثمانينات حينما كان يستقبل مختلف المعارض والمناسبات الثقافية لكل المؤسسات الرسمية والخاصة.
وفي ختام اللقاء أكدت الفنان عليا على أن الإمارات حضن لكل المبدعين في الخليج والوطن العربي والعالم والتعاون مع المجمع والفنانين من الخارج سيكون من أولويات مشاريع المستقبل بعد دراسة كيفية التنفيذ.
الجدير بالذكر أن المعرض الذي أقيم بمناسبة افتتاح العهد الجديد للمجمع بعنوان: «الفنانون والمجمع الثقافي: البدايات» يشارك به كل من محمد الأستاد، سلمى المري، وصولاً إلى تجارب الانطلاقة الأولى للمعارض الفنية، لكل من عبد القادر الريس، ومحمد القصّاب، محمد مندي، الدكتور محمد يوسف، عبيد سرور، وعبد الرحمن زينل.
كما خصص المعرض جناحاً مكرّساً للمجموعة الأرشيفية التي تضم مقتنيات ورقية مرتبطة بتاريخ المجمع، بما فيها كتيبات دعائية مصنوعة يدوياً، بالإضافة إلى الصور والقصاصات الصحفية التي تغطي محطات المجمّع التاريخية وغير ذلك من المواد الأرشيفية الأخرى التي تتضمن لقطات مصورة للعديد من الفنانين، أثناء وجودهم داخل إستوديوهاتهم الفنية القائمة حتى يومنا هذا.