د. خيرية السقاف
في هذا الحراك الفاعل بيننا، الذي أُطلقت جياد مضاميره رؤية التغيير، والتطوير، والحث، والتطهير، والدعم، والتمكين ..
في هذا الحراك بزخمه العالي، واتقاد ذؤاباته علوًا، الذي نستنشق عبير شجيرات زهوره عمقًا، الذي نسمع دك معاوله إصلاحًا، الذي نشهد جريان جداوله تطهيرًا..
نجد الإنسان في أول قائمة هذا الحراك..
نجده محوره الأول،..
محوره الأساس نقطة الدائرة لكل تفاصيل القائمة..
نجده الذي تعنيه هذه الرؤية بهاطل غيث أبعادها، ومرامي غاياتها، قبل الأرض، والطلب، والعرض..
قبل الكتاب، والورقة، والتقنية، والمال، والطحين، والمعدن، والجدر، والمفتاح، والطريق،..
قبل المصباح، والمنجم، والآلة، والسلاح، والطوبة، والجدول، والفأس،
قبل التربة، والنبع، والمعرفة، والخبرة، والإبدال، والإضافة..
ولأنه نقطة الدائرة، وأول القائمة، ومحور الرؤية، ولأنه ذو العقل، وذو الحس، وذو الحاجة، والمسؤول عن النجاح، والفشل، والعلم، والجهل، والسلم، والقلق، والخير، والشر، والتمكين، والسلب..
فإنه هو في واجهة المسؤولية، وعلى كتفيه حِمل الثقة، ففي دخيلته بوصلة مساره الشخصي،
وهو فردًا فردًا في عنقه أمانة العمل لإنجاح مسيرة تفاصيل قائمة أهداف التغيير لكل سالب، والتطوير لكل ثابت، والإضافة لكل جديد دون الإخلال بما يخصه من دور في هذا الحراك الناهض..
ليس على الفرد إذن العبث بمعطيات هذا الحراك الإيجابي، ولا الانسياب من خلال مرونته لغاياته الشخصية، ولا القفز بمتاحاته على حدود أسس ثابتة، ولا تفسير مرونته على غير ما تعنيه في أبعاد دلالاتها..
فلا للمرأة، ولا للرجل في ظل هذا التغيير الهادف للتطوير، الفاعل في البناء، المتطلع للمواكبة المتمكنة لقوافل المجتمعات المعاصرة في نهضاتها الاقتصادية والصناعية، والبنائية، والعلمية، والخبروية أن يستغلوا بهاء هذا الحراك، و أنوار هذا التطوير، وإشعاعات متاحاته فلا يكونون ذواتهم التي لهويتها مذاق التمرة، ولآثارها رائحة البخور، وللونها خضاب الحناء!!..
فالذي يحدث في مجتمعنا من حراك واعٍ ليس له سابقة في تميزه، فهو مشروع كبير،
أجل كبير، يوازي الأحلام التي كانت تلوب في المخيلات..، والأمانيَ التي كانت كامنة في الصدور..
وحين جرى نبعه، فإن على كل إنسان فوق هذه الأرض أن يحتفي به بتقدير الواعين، وبهمم الأعضاد، وبعمل الشغوفين، وبتجاهل اندفاع ثلل الساذجين، فهم كفقاعات الصابون ما تلبث أن تنطفئ، وتتبخر في فضاء نهضة واعية مكينة....
فهذا الحراك يستحق أن يبلغ مراميه، ويحقق كفاياته، ويصل لغاياته تطورًا، وانسيابية في نزاهة ضمير، واحترام أنظمة، وقوانين، وتنافس في الابتكار والإنجاز،
ولسوف يقول للشمس: ستبقين مشرقة من السور للسور، ومن الكلمة للفعل، ومن الوعد للوفاء، ومن الكتف للكتف بإذن الله، ورعايته، وحفظه، وعونه..