أنشأ البرنامج الوطني للحرف والصناعات اليدوية (بارع) بالهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني 27 مركزًا للإبداع الحرفي في عدد من المواقع التراثية في مناطق المملكة تهتم بتدريب الحرفيين والحرفيات على الأعمال والمنتجات اليدوية وعرض وتسويق منتجاتهم، وجذب السياح للمواقع التراثية من خلال معارض الحرفيين والحرفيات.
وتمثل مراكز الإبداع الحرفي إحدى مبادرات البرنامج الوطني للحرف والصناعات اليدوية، الذي يهدف البرنامج لإيجاد موقع متكامل وشامل ليكون محور العمل الحرفي في المناطق والمدن الرئيسية.
ويشمل مركز الإبداع الحرفي على أنشطة متعددة للتدريب وتطوير المنتجات والتسويق والمبيعات لمنتجات الحرف اليدوية، كما يحرص البرنامج على إيجاد مراكز الإبداع ضمن المواقع والمسارات السياحية ليتمكن السائح من الاستمتاع بعروض الحرفيين الحية وهم يمارسون حرفهم. ومن هذه المراكز مركز الإبداع الحرفي بالبيوت الطينية في مركز الملك عبدالعزيز بالرياض، ومركز الإبداع الحرفي بالغاط وسوق المسوكف بعنيزة الذي يحوي على 50 محلاً، وكذلك سوق الأسر المنتجة بمدينة جازان الذي يحوي على 51 محلاً. وشهد سوق حي طريف في الدرعية عملاً لبارع من خلال إنشاء سوقين من 93 محلاً، وأيضا مركز الإبداع الحرفي بقصر أبا السعود الذي درب له 60 حرفيًّا وحرفية للعمل فيه، وغيرها من الأسواق الأثرية والتاريخية الذي من المتوقع أن يصل عدد الحرفيين فيها قرابة 500 حرفي وحرفية.
وتم طرح عدد من المشاريع على الشركات الوطنية، ومنها تشغيل وتطوير الأعمال الحرفية في سوق المسوكف الشعبي بعنيزة ومركز الحرف والتراث الوطني ببريدة، وكذلك تشغيل وتطوير الأعمال الحرفية في مركز الزوار بقرية رجال ألمع التراثية بمنطقة عسير وقصر الإمارة التاريخي بمنطقة نجران، ومشروع تشغيل وتطوير الأعمال الحرفية في محطة سكة حديد الحجاز وبيت البابطين التراثي بمنطقة المدينة المنورة، وأيضًا تطوير الأعمال الحرفية بمركز الإبداع الحرفي بالبيوت الطينية بمدينة الرياض، ودراسة جدوى اقتصادية لتأسيس الشركة السعودية للحرف والصناعات اليدوية، ومشروع تشغيل مركز الإبداع الحرفي بسوق الحرفيين بالأحساء.
وضمن مبادراتها في برنامج التحول الوطني وفي إطار برنامج (خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة) تم اعتماد الشركة السعودية للحرف والصناعات اليدوية) التي تتولى دعم وتطوير جودة منتجات الحرف والصناعات اليدوية بمناطق المملكة، والقيام بجميع الأعمال والأنشطة الأساسية والوسيطة والمكملة اللازمة لتنفيذ أوجه النشاط المختلفة التي تتفق مع غرض الشركة. يشار إلى أن تأسيس البرنامج الوطني للحرف والصناعات اليدوية (بارع) جاء تأسيسه تنفيذًا لقرار مجلس الوزراء الصادر عام 1433هـ بإقرار الإستراتيجية الوطنية لتنمية الحرف والصناعات اليدوية وخطتها التنفيذية الخمسية.
وتعد الحرف اليدوية مشروعًا اقتصاديًّا وتنمويًّا يعول عليه كثيرًا في إيجاد فرص العمل والتنمية المحلية مع المحافظة على عنصر ثقافي مهم ومكون أساس في الهوية الوطنية وتعزيز المواطنة والانتماء الوطني. وتمكن البرنامج من تنفيذ برامج لتدريب وتأهيل الحرفيين، ودعمهم بإشراكهم في المعارض والمجمعات التجارية، إضافة إلى إدخال منتجاتهم في الفنادق، وتسويقها إلكترونيًّا، ودعم الحرفيين والحرفيات بالقروض لمشاريعهم الصغيرة، وتشجيعهم بالجوائز المختلفة.
وبلغ عدد المسجلين في السجل الوطني للحرفيين والحرفيات حتى الآن 3202 حرفي وحرفية، من مناطق المملكة المختلفة، معظمهم من المنطقة الشرقية. ويمثل السجل الوطني قاعدة بيانات متكاملة تشمل الاسم ورقم السجل المدني والعمر وجنس الحرفي وجميع المعلومات الأساسية لتكون مرجعاً للبرنامج، بحيث يسلم لكل حرفي بطاقة تعريفية يستخدمها في المشاركات ويجري تحديثها بشكل دوري. وأعلن البرنامج عن إصدار «بطاقة الحرفي» تسلم لجميع الحرفيين المسجلين عبر فروع الهيئة الـ 16 في مختلف مناطق المملكة.
وتمكن البرنامج من إعداد 880 حرفيًّا أنجزوا 132 تصميمّا و4400 قطعة حرفية تخدم الفنادق والخطوط السعودية و3 فروع لمتاجر (صوغة) التي تأتي ضمن مشروع المتاجر الحرفية الذي يهدف إلى الإسهام في تحويل الحرف إلى صناعة ذات مردود اقتصادي من خلال تسويق منتجات الحرفيين، وذلك في مراكز التشغيل الحرفي المنتشرة في مختلف مناطق المملكة، وإصدار 5000 بطاقة حرفي بزيادة قدرها 15 %، إضافة إلى التوقيع مع (6) عملاء جدد تشمل فنادق وشركات ووزارات، وعمل 200 تصميم حرفيٍّ لـ11 حرفة، و300 منتج من المستنسخات، وتسجيل 25 حرفة في أطلس الحرف، وتوقيع اتفاقيتي تعاون الأولى مع صندوق تنمية الموارد البشرية «هدف» لدعم جهود تأهيل القوى العاملة الوطنية وتوظيفها في القطاع الخاص، والثانية مع بنك التنمية الاجتماعية لإتاحة الفرصة للحرفيين من الاستفادة من مسارات التمويل المقدمة من البنك في مجال تمويل المشاريع الصغيرة والناشئة وتمكينهم من الإسهام بدور فاعل ومؤثر في النهضة الاقتصادية للوطن، وتفعيل البرنامج التنفيذي مع وزارة الثقافة بجمهورية مصر ووزارة السياحة والثقافة والرياضة بكوريا الجنوبية.