هالة الناصر
قد يراه البعض أمرًا هينًا بسيطًا، أو ربما لا يراه مشكلة على الإطلاق، إلا أن المتمعن سيدرك أنها ظاهرة مقلقة يجب التنبيه إلى خطورتها والتوعية بها، وهي ظاهرة تحدث غير المختصين في أحوال الطقس والأرصاد، انتشرت خلال السنوات القليلة الماضية وبشكل ملحوظ العديد من الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، التي تجرأ أصحابها على الحديث عن الأرصاد وأحوال الطقس والتوقعات الجوية دون مرجعية علمية، وهو ما شكل لهم قاعدة شعبية باتت تتابعهم وتثق فيما يقولون، بالرغم من أنهم غير متخصصين على الإطلاق وليس لهم أي خلفية أكاديمية تتعلق بالأحوال الجوية.
الملفت أن هذه الظاهرة باتت مصدرًا للشهرة بل والدخل المادي لدى البعض الذين استطاعوا استقطاب أعدادٍ كبيرة على حساباتهم بتصريحاتهم غير الموثوقة عن الأرصاد ومن ثم حصد إعلانات بآلاف الريالات، ويعتمدون في تنمية شهرتهم على استخدام الألفاظ الغريبة أو المناطقية والمقعرة لإطلاقها على الحالات المطيرة أو العواصف والتحدث عن الطقس وكأنهم يتحدثون عن مجالات ما وراء الطبيعة والغيبيات حتى يتمكنوا من الإفلات من فخ التناقض أو السطحية وافتضاح مدى جهلهم وادعائهم.
إن كثيرين لا يدركون أن الأرصاد مثلها مثل أي علم متخصص، يجب ألا يتحدث فيه إلا الدارسون والعاملون في نفس المجال وأصحاب الخبرة، خاصة وأن هناك جهة رسمية هي المسؤولة عن توفير البيانات المناخية اعتمادًا على محطات رصد معتمدة واحترافية، وهي الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة، وتكمن خطورة هذه الظاهرة في الوضع الاستثنائي للمناخ في المملكة الذي قد يؤثر على العديد من المجالات في حياتنا اليومية، خاصة في مجال التعليم حيث كثيرا ما تتسبب الأحوال الجوية في تعليق الدراسة بالمدارس حفاظًا على حياة الطلاب والطالبات، وظني أن انتشار هذه المعلومات غير الموثوقة عن الأرصاد هي أحد أسباب أزمة تأخر اتخاذ قرار تعليق الدراسة بسبب خشية المسؤولين من الاعتماد على معلومة غير دقيقة أو صادرة عن غير متخصص، كما أن تصريحاتهم قد تسبب الضرر للذين يثقون بها ويتخذون قرارات بناء عليها.
قد لا أكون مبالغة إذا ما قلت إن الحديث عن الطقس والأرصاد بغير علم على مواقع التواصل الاجتماعي هو بمثابة نشر أخبار كاذبة، لما له من تأثير ومردود قد يتسبب في تضليل الكثيرين والتسبب في إلحاق الضرر بهم..