د. عبدالله أحمد حامد
أجزم أن أي دارس منصف للحراك الإبداعي والنقدي المنشور على صفحاتنا الثقافية في «المملكة العربية السعودية» منذ منتصف الثمانينيات الميلادية؛ سيخرج بنتيجة مؤداها أن «ملحق الجزيرة الثقافي» و»الثقافية» لاحقًا كانا مساحة مرحبة بكل الأطياف الفنية والنقدية، وفق شروط موضوعية مهنية مرنة؛ فلم ترتهن الصفحات لمبدأ الاسم، أو التوجه، أو الشلة! وهي في ذلك نموذج للتعددية الفعلية، وتقبل «المختلف» بالدرجة ذاتها التي يتقبل فيها «المتفق»، وتلك من خصائص «الجزيرة» التي أجزم أنها لم تكن لولا وجود المثقف الواعي «د. إبراهيم التركي» الذي اختار الطريق وسلكه، غير متجانف لرأي، أو مصادر لرؤية، متجاوزًا في وعي مبكر التكتلات والمجاملات التي طوقت وحاصرت وحصرت بعض ملاحقنا الأخرى فترة من الزمن، وحولتها إلى «ثكنات عسكرية» لا يدخلها إلا من قدم بطاقة الولاء لأصيل أو حديث، وتبين منه الإعجاب بشيوخ التليد، أوالانتصار لنخب الجديد؛ فجاءت صفحاتها -أحيانا- صورة مكرورة من قديم مستهلك، أو جديد متوعك! ومن هنا فإنني أدعو الباحثين -مجددًا- من الباحثين ومن طلاب وطالبات الدراسات العليا إلى التوجه نحو دراسة هذا الملحق، فسيجدون في صفحاته كثيرًا من التنوع والثراء، لكثير من قضايا الفكر، والنقد قديمًا وحديثًا...
شكرا «لمؤسسة الجزيرة» ومجالس إداراتها، ورؤساء تحريرها المتعاقبين، ومدرائها المتلاحقين، وطاقمها التحريري من الذين ساندوا «أبا يزن» في اختيار نهج الانفتاح على الجميع؛ ليعلنوا أن في ساحتنا الثقافية لونًا بهيًّا من التعدد المغري بالقراءة، والدراسة.