عبد الله الماجد
حينما بدأت الصحافة العربية، في أول نشأتها قبل حوالي قرن ونصف، كانت صحافة أدبية في غالب مادتها، كانت دافعاً مهماً لبروز قامات سامقة في عالم الفكر والأدب، وظلت حتى منتصف القرن الماضي، ولم تتخل الصحافة عن مواد الأدب والفن، ونشأت مجلات وصحف متخصصة في الفكر والأدب. وصحافتنا لم تكن شذوذاً عن هذا النسق بل أسهمت في بروز أسماء في عالم الفكر والأدب. بل إن الجزيرة الصحيفة كانت في بداية نشأتها مجلة فكرية أدبية منذ عام 1964م.
وثقافية الجزيرة الآن، وهي تطوي العدد 600، تثبت عدة حقائق أهمها أنها في زمن أجيال التواصل وتعدد مكانز المعلومات، لا تزال أحد المؤثرات الثقافية، فقد أسهمت في بروز أسماء عديدة من الكتاب في فنون الأدب والفكر. وأصبحت مجالاً لنشر إنتاج أعلام الأدب والفكر في بلادنا، فيتم التلاقح بين الأجيال. ولابد من التذكير، أن إسهامنا في حركة الحداثة في الأدب والفن، مع بداية السبعينات وبروز أسماء كوكبة من الأدباء الحداثيين، كان على صدر صفحات الملاحق الأدبية في صحافتنا المحلية، وهو ما تفعله الآن المجلة الثقافية، في صحيفة الجزيرة، بكل اقتدار، وجرأة على الاستمرار في هذا الزمن. وهذا أمر يحسب لكل القائمين على إصدارها واستمرارها. تحية تقدير وإجلال لهم.